إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227- 245"

2 -   التحصينات العسكرية
         169 -   قام العسكريون العراقيون بتحصين العديد من المناطق في الكويت قبل أن يشن الحلفاء هجومهم الأرضي. كانت هذه التحصينات قد وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا على طول الحدود الجنوبية للكويت وعلى طول الخط الساحلي بكامله، وبوجه خاص في الجزء الأوسط حيث كان يتوقع حدوث إنزال بري لقوات الحلفاء عن طريق البحر. بيد أن الإنشاءات الدفاعية تنتشر في معظم أنحاء البلد، حيث تبلغ أقصى كثافتها على جوانب الطرق وحول المراكز العسكرية ومراكز الاتصالات وعلى معظم الأراضي المرتفعة.

        170 -   وسوف تبقى هذه المباني المبنية من الحجارة والأسمنت لفترة طويلة ما لم تتم إزالتها. وإزالتها ضرورية في المناطق الحضرية وفي المناطق ذات المشاهد الجميلة والسياحية مثل بعض المناطق على طول الساحل، والمرتفع الواقع في متنزه جال الزور الوطني.

3 -   حركة مرور المركبات خارج الطرق
         171 -   من شأن تحرك أعداد كبيرة من المركبات ذات العجلات والمركبات المجنزرة على أراضي الصحراء أن يفتت الطبقات الرملية والترابية العليا مما يؤدي فيما بعد إلى حدوث تحات بفعل الرياح والمياه. وتكرر التلف بواسطة المركبات يمكن أن يسبب موت الأعشاب الصحراوية المعمرة والحشائش الخضراء مثل التمام. ومن المعتقد أن الدبابات والمركبات المجنزرة الأخرى هي أكثر تدميرا بوجه عام في هذه المجالات من المركبات ذات العجلات.

        172 -   وفي أثناء الحرب البرية، كانت عدة آلاف من المركبات العراقية والمركبات التابعة للحلفاء تعبر السهول الصحراوية في الكويت. وقد حدثت عدة اشتباكات، تطلبت تحريك مركبك مجنزرة ثقيلة، وفي كثير من الحالات بسرعة عالية. وعليه فإن احتمالات تلف التربة والنباتات كبيرة.

        173 -   وقد أظهرت عمليات المسح الجوي التي قامت بها البعثة في العديد من المناطق، لا سيما في غربي الكويت، وجود عدد من الآثار القديمة التي أحدثتها مركبات ذات عجلات، علاوة على آثار جديدة خلفتها الحرب الأخيرة. ومن المحتمل أن تكون الآثار القديمة من مخلفات إقامة المخيمات، أو الصيد أو فرق المسح للتنقيب عن النفط. وقد برزت هذه كخطوط مزدوجة من النبات الشديد الاخضرار، يتخلله الكثير من الجَنْبات، نتجت عن سقوط الأمطار على نطاق واسع في هذه الفترة. وكان ما أحدثته آثار العجلات القديمة شبيها بالتجويفات التي ورد وصفها أعلاه، إذ أدى إلى زيادة نمو النباتات في الأخاديد التي تركتها العجلات. وفي بعض المناطق، سوف تلتئم آثار المركبات ذات العجلات والمركبات المجنزرة من خلال نمو الغطاء النباتي. على أن الآثار في مناطق أخرى سوف تتلاشى نتيجة تطاير حبيبات الرمال والتربة في الهواء. والكويت معروفة بعواصفها الغبارية الموسمية وربما كانت كميات الغبار التي تسقط على الكويت أعلى منها في أي مكان في العالم. ولربما زاد عدد العواصف الغبارية وزادت شدتها كثيرا لكثرة حبات الرمال والتراب السائبة داخل آثار العجلات التي تشكلت حديثا. وربما وقع بعض هذه الرمال الإضافية التي تحملها الرياح على النظم الإيكولوجية البحرية. وسوف تستمر هذه المشاكل إلى أن يتكون من جديد غطاء نباتي مثبت للتربة.

4 -   التوزيع الجغرافي

         المنطقة الساحلية

         174 -   تتكون هذه المنطقة من الشاطئ مع شريط من الأرض مطل على الساحل. ويختلف عرض هذا الشريط حسب الموقع، حيث يصل في بعض الأماكن إلى نحو 300 متر من الساحل.

        175 -   وقد أقامت قوات الاحتلال العراقية خطوطا دفاعية قوية جدا على طول الساحل البحري بكامله. وهناك في جزيرة بوبيان مراكز دفاعية كثيرة حول ساحليها الجنوبي والشرقي، ولكن لا توجد دفاعات في الساحلين الغربي والشمالي اللذين يواجهان العراق. وهناك دفاعات ساحلية تحيط بجزيرة فيلكا من جميع النواحي. وبالقدر الذي يمكن تحديده، لا توجد دفاعات في أي من الجزر الأخرى التي تم التحليق فوقها (أم المرادم، وكبر، وعوهة، ومسكان). والنمط العادي للدفاعات الساحلية يتضمن خطا أو خطين خارجيين من الأسلاك الشائكة في البحر في شكل سياجات أو أسلاك ملفوفة، وخليطا من الخوازيق المغروسة في الرمل وكتلا من الأسمنت، يليها مزيد من الأسلاك الشائكة على الأرض. ويأتي خلف هذه مواقع للمدافع الرشاشة، ومنصات مدافع وسواتر دفاعات للمركبات المصفحة. وقد أزيلت جميع العوائق التي تعوق الرؤية ومجال إطلاق النار وحولت المباني إلى مواقع لإطلاق النار. وتتداخل دفاعات الشريط الساحلي مع حقول الألغام. وهذه الدفاعات متشابكة إلى أبعد حد في الجزء الجنوبي من البلد وعلى طول الشريط الساحلي من المجمع الحضري بكامله. وهناك في أقصى الشريط الساحلي، الجنوبي بعض الخلل الناجم في التربة عن سير المركبات وبعض الحفر الناجمة عن الانفجارات. وابتداء من الجهراء شمالا تصبح الدفاعات الساحلية أقل تعقيدا، حيث تحولت إلى خطوط من الأسلاك الشائكة يليها خنادق في بعض المواقع. وهذه الدفاعات مرتبطة بحقول الألغام. وآثار جنازير المركبات وحفر الانفجارات ليست كثيفة. ويمكن عموما تصنيف الخلل البيئي من الجهراء إلى حدود المملكة العربية السعودية بأنه شديد إلى شديد جدا. على أن هناك بضعة مواقع لا يعدو فيها الخلل أن يكون خفيفا إلى معتدل. ومن الجهراء شمالا يصبح الخلل معتدلا في معظمه بل وخفيفا في بعض المواقع.

         المنطقة الشمالية الشرقية (جنوب خط مناقيش - الجهراء)

         176 -   هناك منصات مدافع وسواتر رملية للمركبات المصفحة، وخنادق وما شابه ذلك منتشرة في كل كان، ولا سيما على المناطق المرتفعة وفي النقاط التي تسيطر على الطرق، ومراكز الاتصالات وغيرها من المواقع الاستراتيجية. والخلل معتدل إلى شديد في المناطق التي جرت فيها أعمال بناء. والأضرار الناجمة عن حفر الانفجارات

<14>