(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

       58 -   ومن الصعب تقدير التكلفة اللازمة لقطاع الإسكان حيث إن الخسائر التي لحقت به ليست ناجمة عن أضرار هيكلية بقدر ما هي ناتجة عن أعمال النهب والتخريب المتعمد التي تعرض لها عدد كبير من المنازل، وبخاصة التي ظلت شاغرة خلال فترة الأشهر السبعة. وبافتراض تقدير متوسط متحفظ لما يلزم لكل وحدة سكنية هو 000 15 دولار، فإن مجموع الخسائر التي لحقت بـ 000 170 وحدة سكنية يقدر بحوالي 2.5 بليون دولار.

       59 -   وتبلغ تكلفة إعادة بناء وتجهيز منتجعين سياحيين كبيرين و 800 غرفة في الفنادق المتضررة من الفئة الممتازة وفئة الدرجة الأولى، ما يزيد على 100 مليون دولار. وبلغ التقدير الذي قدمته مجموعة أصحاب الفنادق الذين تم الاتصال بهم 000 100 دولار للغرفة الواحدة، تشمل ترميم مواقع المطاعم والأغذية والمعدات وجميع المرافق الأخرى.

       60 -   وسيلزم رصد نفقات ضخمة لإعادة بناء العناصر الأخرى للهياكل الأساسية الحضرية وإصلاحها وإعادة تجهيزها. وسيلزم مبلغ إضافي لا يقل عن 500 مليون دولار لترميم المباني الحكومية، بما فيها مبنى مجلس الأمة، وإصلاح الواجهة البحرية، وإعادة بناء المعرض التجاري الدولي، وإصلاح النوادي الرياضية وغيرها من المرافق الترويحية.

       61 -   وفي القطاع المصرفي، سيلزم أن تستعيد الكويت النفائس التي أخذت من عدد كبير جدا من المصارف التجارية.وعلاوة على ذلك، أخذت من المصرف المركزي 1.3 مليون أوقية ترويسية من الذهب تقدر قيمتها بما يقرب من 500 مليون دولار.

       62 -   أما أعمال السلب والنهب التي تعرضت لها مؤسسات البيع بالجملة والتجزئة فكانت فادحة ولم ينج منها أي من المراكز التجارية أو المخازن أو المتاجر الكبيرة تقريبا. والتقديرات في هذا المجال لا يمكن إلا أن تكون مؤقتة جدا، غير أن الخسائر (باستثناء المركبات) يمكن بسهولة أن تصل إلى ما يقرب من بليون دولار.

       63 -   وقد لحقت أضرار كبيرة بصناعة البتروكيماويات وغيرها من أنشطة الصناعة التحويلية، وكثيرا ما تميز ذلك بالإزالة التامة للآلات والمعدات الحديثة ونهب المخزونات (المواد الأولية، وقطع الغيار، والمنتجات الجاهزة). ونظرا إلى ضخامة عدد المنشآت الصناعية المتضررة، فإن التقدير الكمي الدقيق سيستغرق فترة طويلة. بيد أن تقدير مقدار الأضرار بمبلغ يناهز بليون دولار يبدو معقولا.

       64 -   ولا تشمل التقديرات الواردة أعلاه جميع ما حدث من أضرار - فقد حدث تدمير للمنشآت وخسائر كبيرة في المعدات في قطاعات أخرى، وبخاصة قطاعا التعليم والصحة، فضلا عن شبكة الطرق ومعدات صيانتها، وشبكتي الإمداد بالمياه والتخلص من القمامة، والمحطات الزراعية ومصائد الأسماك.

       65 -   وعلاوة على ذلك، شمل عددا من المناطق التي أجرت البعثة مسحا لها أضرار أو "خسائر مستترة" لم تكن واضحة على السطح من حيث مداها وطبيعتها على وجه الدقة، ولكنها قد تمثل مع ذلك تآكلا إضافيا في قاعدة الهياكل الأساسية للكويت، ويتضمن هذا الأضرار الناجمة عن قصور العناية والصيانة، وصدأ الأجزاء المعدنية وتفككها، وتجمد السوائل أو وجود شوائب تعرقل السريان أو تسد الأنابيب والمجاري في معامل التكرير والمنشآت الصناعية والمرافق العامة. ومن أهم الخسائر التي لم يجر تقديرها الأضرار التي لحقت بخزانات النفط الجوفية. ولم يتسن تقدير شئ من هذا وقت زيارة البعثة.

       66 -   ويتصل بهذا ما يتعرض له الناتج من خسائر مستمرة وهو ما يتعرض له الدخل أيضا. وفي آذار/ مارس 1991 كانت عجلة الاقتصاد لا تزال متوقفة تماما. والعودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت سائدة في أوائل عام 1990، فضلا عن تجاوزها، ستستلزم استثمارات هائلة من الأموال ومن القوى العاملة أيضا.

       67 -   وترد في ختام القائمة، وإن لم تكن أقل بنودها أهمية بأي حال، مجموعة الخسائر غير القابلة للتقدير الكمي والناجمة عن انحطاط المرافق الصحية، واستنزاف التراث الثقافي الوطني، وضياع سنة دراسية لا سبيل إلى تعويضها على جميع الطلاب، وبالطبع تدهور البيئة. ولا يوجد بين هذه الأشياء ما يمكن تقييمه بأرقام محددة، ولو تقييما بالغ التقريب ولكن الكويت ستظل تعاني أثرها على مدى أجيال قادمة.

ثالثا - صناعة النفط

ألف - نظرة عامة

       68 -   كانت صناعة البترول الكويتية عملية متكاملة رأسيا بالكامل تغطي جميع أوجه الاستكشاف، والحفر، والإنتاج، والتكرير، والتسويق، محليا ودوليا على السواء.

       69 -   وأثناء احتلال الكويت، جرى نهب وتخريب الكثير من صناعة البترول في البلد. ولعل التخريب كان في أوضح صوره في مئات الحرائق التي اندلعت من جراء تفجير آبار النفط.

       70 -   ولا يقتصر تقدير البعثة للضرر على درجة الدمار ولكنه يأخذ في الحسبان أيضا ترابط كل الوظائف المستقلة والمتميزة لصناعة البترول، وعلاقتها بعضها ببعض. وبغية تسهيل فهم طبيعة التكامل الرأسي، ترد في نهاية هذا الفرع مجموعتان من الرسوم التخطيطية للتسلسل. ويصور الشكل 1 شبكة إنتاج البترول ويبين الشكل 2 شبكة إنتاج الغاز [غير مستنسخين هنا].

باء - مرافق إنتاج النفط الخام

1 -   الحالة قبل 2 آب/ أغسطس 1990

       71 -   في بداية عام 1990، بلغت سعة المنشآت المركبة على آبار النفط الكويتية 2.9 مليون برميل يوميا بطاقة

<7>