إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) خطاب السيد روحي الخطيب، أمين القدس، حول تغيير معالم القدس
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 810- 814 "

 

الملحق، المؤرخ 13 / 10 / 1971، ليس امرا عاديا بل جزءا من خطة سياسية دبرت سلفا واعدت في الدوائر الصهيونية العليا، ونفذها بدقة عدد من المنظمات الاسرائيلية من ضمنها وزارة الشؤون الدينية، ودائرة الآثار القديمة، والجامعة العبرية، ووزارة الدفاع، وعدد من المنظمات الصهيونية الوطنية. ولكل من هذه حصة في انجاز مرحلة تؤدي الى هدم المواقع الاسلامية الثقافية والتاريخية والاثرية والدينية في القدس.

(هـ)

اشتمل آخر المباني، التي تصدعت قرب حائط المبكى، زاوية ابي مدين الغوث المغربية وآخر مجموعة من مباني المؤسسات الاسلامية الدينية المغربية في المنطقة ان التداعي والتدمير يعنيان الشيء الكثير للذين يعرفون منكم المنطقة وتاريخها. كانت الزاوية مركزا دينيا للتعليم والحج للمسلمين من شمالي افريقيا، اي من ليبيا وتونس و الجزائر ومراكش وموريتانيا. انها تشبه اي دير مسيحي قديم، هنا او في باريس او في اي مكان آخر، ونسفها طمس لاحدى صفحات التاريخ والحضارة التي تربط القدس ببلاد شمالي افريقيا الاسلامية.

(و)

تصدع الجامع العثماني كما ورد في ملحقنا المؤرخ 13 / 10 / 1971، ثم احيط بسياج، وذلك نتيجة الحفريات الاثرية غير القانونية التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية، والتي هي بداية حركة تهدد مباني الوقف الاسلامية الثقافية والدينية والتاريخية الممتدة على طول السور الغربي للحرم الشريف.

         هذا الجامع نفسه، وكل المواقع التاريخية والدينية البالغ عددها واحدا وثلاثين موقعا، والواردة في الخريطة التي اعدتها دائرة الآثار القديمة الاردنية وارفقت بتقريرنا الملحق، المؤرخ 13 تشرين الأول ( اكتـوبر ) 1971، ومباني السكن العربية المجاورة التي ترجع الى العصور الوسطى في الأحياء الخمسة المجاورة للسور الغربي، يخشى ان تلاقي المصير نفسه من التصدع، والتداعي، واخيرا النسف. ان مصير الجامع العثماني يذكرنا بمصير الزاوية الفخرية ومباني ابو السعود التي نسفتها سلطات الاحتلال نفسها في 14 / 6 / 1969 نتيجة حفريات مماثلة ارتبط بها في ذلك الحين قرار 10 / 10 / 1969.

7 - انشاء كنيس فوق ارض اسلامية دينية:
         انشأت وزارة الشؤون الدينية الاسرائيلية كنيسا في قسم من منطقة عربية جرى فيها الحفر تحت الطابق الاول من المبنى القديم للمحكمة الشرعية الاسلامية. وهذا المبنى وقف اسلامي صحيح، واقع عند المدخل الرئيسي للحرم الشريف.

         ان المبنى مدرسة اسلامية دينية تاريخية، اتخذ فترة طويلة مركزا للعدل، وكان، قبل مصادرته في 20 / 6 / 1969، مدرسة دينية اسلامية. ان انشاء كنيس يهودي في هذا المركز الاسلامي يكون تغييرا في طبيعة الموقع، احتج عليه المجلس الاسلامي كما ذكر من قبل. انه انتهاك خطر لمبادئ القانون الدولي، وللانظمة، والتوصيات التي اتخذتها الاونيسكو في مختلف مؤتمراتها.

8 - تغيير اسماء الشوارع والطرق والاحياء في القدس:
         بدأ، في الآونة الاخيرة، انتهاك خطر، وأخذ يتسع في حقل تغيير اسماء الشوارع والطرق والساحات العامة والأحياء في القدس، سواء أكانت عربية أم اسلامية ام غير يهودية، واستبدالها باسماء يهودية بحتة. وبذلك يمحي وجه آخر من التاريخ والحضارة في القدس. ذكر ملحق تقرير الاردن مثلين حقيقيين: شارع سليمان القانوني، السلطان التركي الذي بنى سور القدس الحالي، غير الى " شارع المظليين ". ثم باب المغاربة، الذي اطلق عليه اسم " ريهوف بيت مهسي "، حتى التل المعروف في جبل سكوبس " بالتل الفرنسي " التابع لرهبان فرنسيين غير اسمه فأصبح يدعى " تل موشيه حاييم شابيرا،، احد اعضاء الوزارة الاسرائيلية. ان لكل من هذه الاسماء اهمية تاريخية خاصة مرتبطة بتاريخ القدس وبالحضارات المختلفة التي سادت المدينة خلال العصور الماضية. ان محو هذه الاسماء مصمم للقضاء على قسم من تاريخ المدينة المقدسة، ويشكل جرما خطرا ضد الحضارة والتراث التاريخي لهذه المدينة القديمة.

9 - تنفيذ مشروع القدس النموذجي:
         يزداد وقع المأساة بالمشروع النموذجي الخاص بقدس اكبر الذي تنفذه سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي متحدية كل القرارات والمواثيق الدولية.

         ان مواقع المباني الجديدة، التي اقيمت بصورة خاصة في جبل الزيتون المقدس، ونسف قرية النبي صموئيل، والتطويرات الاخرى المخططة، تتحدث عن نفسها. لقد ضحي بكل اعتبار فني من اجل ضمان تهويد القدس. ان كل تغيير في تخطيط المدينة يؤدي الى تغيير في طبيعتها، وقد اعتبر ذلك العمل غير قانوني وانتهاكا مفضوحا لمختلف قرارات الجمعية العامة ومجلمس الامن، التي كان آخرها قرار مجلس الامن رقم 298 / 71 في 25

<3>