إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) البيان الصحفي الصادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول انسحابها من اللجنة التنفيذية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 344 - 347"

جرعة وراء جرعة، وتسير في عملية انحرافها بشكل متدرج هدفه وضع الجماهير في نهاية الامر أمام الامر الواقع.

  • ثالثاً - بدأت قيادة منظمة التحرير تصور امكانية حضورها لمؤتمر جنيف " المؤامرة " وكأنه انتصار كبير تحققه على الرجعية الاردنية واسرائيل.

          كما بدأت تتحدث عن امكانية التنسيق مع النظام الرجعي العميل في الاردن اذا توفرت بعض الشروط، مناقضة بذلك قرارات الدورات السابقة للمجلس الوطني الداعية الى إسقاط النظام واقامة حكم وطني ديمقراطي بديل. وفي احدى جلسات اللجنة التنفيذية، وقبل صدور البيان المصري - الاردني المشترك، اتخذت اللجنة التنفيذية قراراً بالتنسيق مع النظام العميل في الاردن اذا توفر شرط اعترافه بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني اولا، واعترافه باتفاقيات القاهرة ثانياً. علماً بأن تلك الاتفاقات لم تحل بين النظام العميل وبين ضرب حركة المقاومة وانهاء وجودها العلني، وكأنه لم يكن للثورة الفلسطينية ذلك التاريخ الطويل من التجارب مع هذا النظام، وكأنه لم يكن هناك قرارات للمجلس الوطني تطالب بمحاصرة النظام ومحاربته حتى ينهار من جذوره.

  • رابعاً - بعد انقضاء فترة من الوقت على انتهاء المجلس الوطني، وترجمة قيادة المنظمة لقرارات هذا المجلس بشكل تخاذلي جعلها تسير في ركاب الانظمة المستسلمة، ظهر البيان المصري - الاردني المشترك ليشكل صفعة قاسية لهذه القيادة ولهذه السياسة.

          لقد كان صدور مثل هذا البيان يشكل فرصة مناسبة لكي تقف قيادة المنظمة امام كل السياسة التي اتبعتها بعد حرب تشرين [ الاول (اكتوبر) ] 1973 بشكل عام، وبعد الدورة الثانية للمجلس الوطني بشكل خاص. ومن هنا، تقدمت ثلاث منظمات مشتركة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بمذكرة الى قيادة المنظمة تطالب فيها بوقفة مراجعة ونقد، تستخرج من خلالها دروس التجربة الماضية، وتحدد علاقاتها العربية على ضوء موقف الانظمة من التسوية الامبريالية التصفوية، معتمدة بالدرجة الاولى جماهير أمتنا العربية بدلا من اعتمادها على عملاء اميركا في المنطقة. ولكن قيادة المنظمة استمرت في رؤيتها المنحرفة للامور، لقد أهملت صحة الموضوعات الواردة في المذكرة، ورفضت قبولها، واستمرت في نفس سياساتها السابقة، وبدأت تعتبر المعركة الرئيسية ليست معركتها ضد التسوية الامبريالية التصفوية لاحباطها وفرض استمرار القتال الفلسطيني والعربي، وانما بدأت تعتبر معركتها الرئيسية حول نسبة حصتها في عملية التسوية بالنسبة لحصة النظام العميل في الاردن.

  • خامساً - ان قيادة منظمة التحرير تقوم الآن بمحاولة هدفها ان تنسي جماهيرنا معركتها الوطنية الجذرية المتعلقة بالتسوية الامبريالية التصفوية وضرورة احباطها. وتعمل جاهدة لحرف انظار الجماهير عن معركتها الرئيسية، لكي تتابع الجماهير فقط معارك قيادة منظمة التحرير مع النظام الاردني العميل حول حصتها من التسوية. انها تريد من الجماهير ان تلتف عطفاً عليها اذا كبرت حصة النظام الاردني العميل على حساب حصتها، كما تريدها ان تصفق الا اذا كبرت حصتها هي على حساب حصة النظام العميل في الاردن. كل ذلك ضمن اطار التسوية الامبريالية التصفوية.

          ان قيادة منظمة التحرير تبذل اليوم كل جهدها لكي تصور المعركة على انها فقط بين اسرائيل والاردن من جهة وبين منظمة التحرير من جهة ثانية، وانها ضمن هذه المعركة يحق لها ان تسعى لكافة التحالفات وتنال تأييد الجماهير. واننا هنا نعلن بأعلى صوتنا بأن ذلك تشويه خطير للمعركة ولخارطة التناقضات! ان المعركة قائمة ومستمرة بين اسرائيل والاردن والرجعية العربية والقوى المستسلمة من ناحية، وبين جماهير الثورة الفلسطينية والعربية من ناحية ثانية. ولن تنجح اية قوة في طمس هذه الحقيقة امام الجماهير.

          ان الجماهير الفلسطينية لا تريد من قيادة منظمة التحرير ان تربح معاركها ضد الرجعية الاردنية ضمن اطار التسوية لكي تنافس النظام العميل على مفاوضة العدو الاسرائيلي.

          ان الجماهير الفلسطينية تريد من قيادة منظمة التحرير ان تربح معركتها ضد كافة القوى العاملة على فرض هذه التسوية الامبريالية التصفوية، بحيث تتابع ثورتها الشعبية ضد اسرائيل والنظام العميل في الاردن والامبريالية وكافة القوى الرجعية والمستسلمة.

  • سادساً - لقد تجاهلت قيادة منظمة التحرير مذكرة المنظمات الثلاث. وبعد ان مضى الوقت الكافي لتخدير الجماهير وخداعها، شاركت بعقد مؤتمر ثلاثي في القاهرة، صورته الاصوات الداعية للتسوية وكأنه انتصار كبير لمنظمة التحرير، رغم ان البيان الذي صدر عن المؤتمر الثلاثي لا ينص على معارضة فك الارتباط على الجبهة الاردنية، بل ينص على ضرورة التنسيق مع الدول العربية الاخرى (بما في ذلك النظام العميل في الاردن).

          اما صراخ حكام عمان العملاء وتعليقهم لنشاط الاردن السياسي حتى مؤتمر القمة العربي، فانه امر متوقع ومفهوم ضمن صيغة التنافس على الحصة التي سينالها كل فريق نتيجة هذه التسوية التي تقودها اميركا بهدف فرض الاستقرار " الدائم " في المنطقة مع ضمان وجود اسرائيل والحفاظ على امنها واستقرارها.

          ان جماهيرنا لن تسمح بتمرير كل هذه الاضاليل والتمثيليات مرة ثانية. ان جماهيرنا ليست مستعدة لحصر معركتها ضمن الاطار الذي تحدده قيادة المنظمة الآن، بحيث تلتف عطفاً حول القيادة عندما تصغر حصتها في التسوية، ثم تصفق لها

<3>