إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى "كافة القوى الوطنية" حول الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في الأرض المحتلة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 511 - 514 "

المشروع، الذي سيفرز قيادة فلسطينية عميلة، لاقامة " اتحاد فدرالي " مع اسرائيل، يحقق للعدو الصهيوني ما ينشده من الاستقرار، والتمدد الجغرافي والاقتصادي، وجلب المزيد من المهاجرين اليهود.

          ولقد انيطت مهمة التبشير بمشروع الادارة المحلية المدنية، وخلق الاداة البديلة، بوزارة الدفاع الاسرائيلية، وعلى رأسها الوزير شمعون بيريس. وبدأ هذا تحركاته واتصالاته بعرب الارض المحتلة، والتي اخذت في بدايتها طابع السرية، لم تلبث بعدها صحف العدو ان اعلنت عن بعض خطوات وزير الدفاع واجهزة وزارته.

          ومن الجدير بالملاحظة ان خطوات وزير الدفاع نحو ايجاد " الشخصية الفلسطينية البديلة " عن المقاومة الفلسطينية، رافقتها جهود اسرائيلية اخرى، تهدف الى انهاء كيان الفلسطينيين الموجودين في المخيمات، وذلك بنقل هذه المخيمات، وانهاء صفتها، وافراغها، والحاق الفلسطينيين المغروسين فيها الى المدن والقرى، باعتبار ان المخيمات مثلت تاريخيا التربة الخصبة لتفريغ وافراز الطلائع الثورية المقاتلة والفدائيين الذين " احتلوا قطاع غزة في الليل " لفترة من الزمن، كما صرح موشيه دايان، ورمزا لبقاء القضية مشتعلة وحية. وتستخدم سلطات العدو سياسة الترهيب والترغيب لتحقيق مشروعها.

          يضاف لهذه الخطوات ما تلجأ اليه سلطات الاحتلال من اساليب الضغط الاقتصادي ضد السكان، بهدف اقناع زعامتهم بتولي مهام الادارة لاصلاح الوضع المتردي على صعيد نمو البطالة المتفشية تدريجيا وقطع المساعدات المالية عن بلديات المناطق المحتلة.

          من جهة اخرى، لجأت سلطات العدو الى اسلوب الرشوة، حيث قررت زيادة المنح المالية التي تعطى لمشايخ ومخاتير قطاع غزة، تمهيدا لتسليس موقفهم ازاء الاحتلال وفكرة مشروع الادارة المحلية. وحسب القرار، فقد زيدت منح المخاتير من ( 60 - 90 ) ليرة اسرائيلية، وصار الشيخ او المختار يتقاضى شهريا مبلغاً تتراوح قيمته من 415 - 450 ليرة اسرائيلية.

                     الرموز التي اعلن عن الاتصال بها

          وشملت اتصالات شمعون بيريس ولقاءاته رؤساء بلديات ووجهاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف التداول معهم حول الطرق المفضلة لتنفيذ مشروعه " في محاولة قصوى لتقليص تدخل الاسرائيليين في المواضيع المدنية والادارية المسندة لهؤلاء، وتخفيف الحضور العسكري الاسرائيلي في مناطق الاحتلال " - وابرز العملاء الذين تم الاتصال بهم:

          العميل الشيخ محمد الجعبري، رئيس بلدية الخليل، والذي نادى يومها بضرورة تطبيق المشروع ومنح الاستقلال الاداري لعرب المناطق المحتلة ضمن الاطار الصهيوني.

<4>