إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول التصدي لنتائج اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط1، ص 712 - 715 "

الحسم اي احباط المشروع الانعزالي الصهيوني.

         ان تعبئة الجماهير اللبنانية بقيادة الحركة الوطنية في ظل هذا الموقف السياسي كفيلة بتحقيق الانتصار على المخطط الانعزالي الصهيوني، ان هي استندت الى دعم تقدمي عربي فلسطيني.

3 - عربيا:

         لقد جاءت الدعوة لاقامة جبهة شمالية لتفتح أمام الجماهير العربية موضوعيا سبل مواجهة اتفاقات كامب ديفيد، ليس هذا فحسب بل لتشكل فرصة تاريخية للقوى الوطنية، لاعادة مجرى الصراع العربي  الصهيوني الى حقيقته، اي كونه صراع وجود لا يمكن أن يحل بالتسويات. لكن هذه الفرصة وذلك المجال يبقيان صحيحين على الصعيد النظري فقط ما لم تربط الدعوة لاقامة الجبهة الشمالية والعمل من أجل ذلك بمجموعة اشتراطات تحتمها طبيعة الصراع القائم في المنطقة، والتمييع الذي فرضته الرجعية العربية على حدة هذا الصراع بحكم هيمنتها على المنطقة وتخطيطها لضرب حركة التحرر العربية وقطع علاقاتها مع المعسكر الاشتراكي، الحليف الاستراتيجي للجماهير العربية.

         فتحديد واضح لمعسكر أعداء الجماهير العربية عملية ضرورية لتأكيد الموقف الجذري والحاسم مع العدو الصهيوني كي تعود لاذهان الجماهير الحقيقة القائلة بأن لا تعايش مع العدو الصهيوني وان الصراع العربي الصهيوني صراع مصيري لا يمكن معه القبول بتسوية.

         ومثل هذا التحديد ضروري لتأكيد العلاقة العضوية القائمة بين الامبرياليه والعدو الصهيوني. هذه العلاقة القائمة علمى أساس مصلحتها المشتركة في السيطرة على المنطقة وضرب حركتها التحررية. اذ ان العدو الامبريالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية لا يمكن ان يصور للجماهير كوسيط أو شريك في التفاوض بل يجب ان يكون واضحا أمام الجبهة التي ستتصدى للعدو الصهيوني بأن عليها أن تتصدى للعدو الامبريالي ايضا الذي يشكل الداعم الحالي للعدو الصهيوني والاحتياطي المستقبلي له في معركته ضد حركة التحرر العربي.

         ومثل هذا التحديد ضروري لتثبيت هوية الرجعية العربية على ضوء تحالفها مع الامبريالية من ناحية وموقفها المتآمر على طموح وآمال الجماهير العربية بالتحرر والتقدم، فقد لعبت هذه الرجعية وما زالت دور الاداة الاساسية لضرب حركة التحرر العربية ولتمييع مواقف الانظمة الوطنية ومحاولة احتوائها.

<5>