إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467 - 477"

بريطانية مع حقوق كاملة وفقا للمذكرة وأن هذه الحجج لا تنطبق على الأماكن المقدسة التي أردنا تدويلها وأن عبارة "الأمة" التي تنطبق على الوطن اليهودي الطارئ في فلسطين تشير إلى الوطن اليهودي وحده ولا تمت قط بأي علاقة إلى اليهود في البلاد التي يعيشون فيها. وقد تولى سير هربرت صمويل إيضاح كثير من الأمور وأضفت إليه أن اليهود الذين ذهبوا إلى فلسطين يذهبون ليؤلفوا أمة يهودية لا ليصبحوا عربا أو دروزا أو انكليزا.

         ثم تكلم سير ماركس في هذا الموضوع مطولا وكان قوله عن الصعوبات التي ستواجهنا في منتهى الصراحة وبإمكاني القول بأنه وضع فعلا كل مهارته تحت تصرفنا، ولولاها لشق علينا السير على الوجه الذي انتهت إليه الأمور، وإني لا أشك في أن سايكس كان مقيدا من قبل حكومته بالسرية في موضوع معاهدة سايكس بيكو مثل جورج بيكو. وقد أماط سير مارك اللثام في مستهل حديثه بأنه تبصر طويلا في مسألة فلسطين واليهود وأن فكرة فلسطين اليهودية قد حازت على كل عطفه، وفوق ذلك فإنه فهم تماما ماذا قصد بالقومية وأنه لم يشب تفكيره أي تشويش بشأن هذه النقطة وأن معظم اهتمامه يدور الآن حول موقف الدول. وأنه كان في روسيا وتكلم مع وزير الخارجية سازونوف، وتوقع قليلا من الصعوبات من ذلك المعسكر وقال عن إيطاليا إنها سارت على مبدأ أن تطالب بما تطالب به فرنسا وأن فرنسا هي العقبة الكأداء ولم يفهم سياسة فرنسا وهي تطالب بكلمة عليا في فلسطين، وكان يجب علينا نحن الصهيونيين أن نبحث المسألة مع فرنسا بصراحة تامة ثم استطرد إلى الكلام عن المشكلة العربية وعن قيام حركة قومية عربية وقال إن هذه الحركة ستؤتي أكلها في خلال جيل واحد لأن العرب يملكون الذكاء والحيوية والوحدة اللغوية لكنه اعتقد أن العرب سيتفقون معنا خصوصا إذا قبلوا مساعدتنا في نواح أخرى، وقد استشعر سلفا موقف عظيم العرب الأمير فيصل.

         هذا باختصار فحوى ما دار في مؤتمرنا الأول "الرسمي" وقد تبعه نشاط ينبض بالحيوية، فقد عهد إلى سولوكوف بمهمة تعديل موقف فرنسا وكسب موقف إيطاليا والفاتيكان، فقام بمنتهى المهارة.

         أما جورج بيكو الموظف الفرنسي الذي فاوض في عقد الاتفاقية السرية فلم يكن مناصرا لنا بصورة خاصة وأول اقتراح له كان يقضي بأن يقنع يهود شرقي أوربا بحقوق متساوية فورا ويجب أن يستخدموا في عمران البلاد والاقتراح الثاني يقول إنه إذا رؤي إيجاد حكومة يهودية في فلسطين فالحماية يجب أن تمنح لفرنسا. فأما عن اقتراحه الأول الذي لا يرتكز على أساس من المعرفة فقد أنكر جوهر المشكلة اليهودية نفسها وعلة وجود الحركة الصهيونية وأما الاقتراح الثاني فلا يتفق وخطتنا لأننا كنا مقتنعين بأن البريطانيين كمستعمرين وحكام إداريين للمستعمرات أعلى كعبا من الفرنسيين لكن هذا الأمر لم يكن بالاستطاعة إبداؤه بهذه الدقة.

         .. ومنذ الآن فصاعدا لم يكن شغلنا الشاغل الحصول على اعتراف بالمبادئ الصهيونية بل بتنسيق تطبيقها ضمن إطار الحقائق الواقعية وبمنع فشلها بسبب مضاعفات أو مشاريع غير حكيمة، والخطر العظيم جاء على الدوام من ناحية الافرنسيين. ولقد كان لى حديث طويل مع بلفور في 22 مارس سنة 1917 بعد أن أصبح وزيرا للخارجية خلفا للسير إدوارد غراي - وقد لاح الموقف خطيرا لدرجة أن بلفور تقدم

<5>