إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الملكية لفلسطين 7 يوليو سنة 1937
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 599 - 627"

الفصل السادس عشر - المعارف:

        من دواعي الأسف أن لا تكون الادارة قد فعلت أكثر مما فعلته في سبيل نشر المعارف فالتعليم يجب أن لا ينظر الى أهميته من حيث هو تعليم فقط اذ أن ما يبذل لتحسين حالة الفلاح المادية لن يقيض له النجاح الا اذا تلقى الفلاح تربية عقلية كافية تمكنه من الاستفادة من التعليم الفنى. وبالنظر لعدم كفاية الاعتمادات الحالية المخصصة لتعليم العرب فيرتب على الإدارة أن تعتبر أن النصيب الذى يستحقونه من الخزينة العامة لهذه الغاية هو الثانى في الأهمية بعد الاعتمادات المخصصة للأمن العام ومع ذلك فان الأمر الذى يفوق تأثيره السىء نقص المدارس العربية هو الطابع القومى المحض الذى تصطبغ - به مدارس كل من الشعبين وليس في وسع اللجنة أن تجد علاجا لهذا الأمر على الاطلاق. قد يكون المثل الأعلى لنظام التعليم في هذه البلاد جعل ذلك النظام نظاما واحدا ثنائى القومية للعنصرين معا. غير أن ذلك يتعذر تحقيقه بموجب صك الانتداب الذى يخول كلا من الشعبين حق صيانة مدارسه الخاصة لتعليم أبنائه بلغته الخاصة. ونظام المدارس العربية واليهودية المعمول به الآن يزيد حتما في توسيع شقة الخلاف بين العنصرين وسيظل ذلك شأنه في المستقبل. أيضا يجب تشجيع التعليم المختلط حيثما أمكن ذلك أى في المدارس الفنية والصناعية التى تنشأ حديثا مثلا. أما بصدد ما يطالب به اليهود من زيادة مقدار الاعانة التي تمنح لمدارسهم فاللجنة ترى أنه ليس هناك ما يبرر زيادة هذه الإعانة مهما كانت تلك الزيادة مرغوبا بها في ظروف أخرى الا بعد أن يكون قد صرف على ترقية التعليم لدى العرب مبالغ تفوق كثيرا ما صرف عليه لغاية الآن بحيث يصبح مستوى التعليم عندهم موازيا لمستوى التعليم عند اليهود. ان مدى ما حمل اليهود أنفسهم من الضرائب في سبيل نشر التعليم هو صفة من أحسن الصفات التى يمتاز بها الوطن القومى اليهودى. ومثل هذه المساعدة التى يقدمها الإنسان لنفسه حرية بكل تأييد.

        ولكن هذا التأييد يجب أن لا يأتى عن طريق تغييرالنسبة الحالية بين الاعانة المنوحة لليهود والمبالغ المصروفة على العرب بل ويجب أن يكون نتيجة لزيادة مجموع المبالغ المصروفة على التعليم.

        والتباين بين نظام التعليم عند اليهود وبين نظام التعليم عند العرب أكثر ما يكون بروزا في درجات التعليم العليا. فلليهود جامعة من طراز عال والعرب ليس لديهم جامعة وليس في وسع الطبقة المثقفة من شبانهم أن يتموا تعليمهم الا اذا حملوا أنفسهم عبء السفر الى الخارج واذا وضع المشروع الذى يرمى الى تأسيس جامعة بريطانية في الشرق الأدنى على بساط البحث من جديد فيجب أن ينظر بمنتهى الامعان في امكان انشاء تلك الجامعة في جوار القدس أو حيفا.

الفصل السابع عشر - الحكم الذاتى:

        إن نظام الحكم الذاتى الحالى الذى تمارسه (المجالس المحلية) في مناطق القرى يشتمل على نقصين أولهما فقدان المرونة وثانيهما المركزية التى لا موجب لها، ولابد من القيام بمحاولة لتقوية المجالس المحلية القليلة التى لا تزال موجوة في مناطق القرى العربية غير أن اللجنة لا تحبذ في الوقت الحاضر اعادة نشكيل المجالس

<12>