إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان أدلى به السير متشيل ماكدونيل لبعض المسائل القانونية
" ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949 ورارة الارشاد القومي، ج1، ص 691 - 698"

         "تسجيلا للوفاق وخدمة للإسلامية، فرارا مما يكلفها المشاق والاحن وبما لحكومة بريطانيا العظمى من الصفات والمزايا الممتازة لدينا نترك الالحاح في إدخال ولايات مرسين وأطنة في أقسام الممـلكة العربية. وأما ولايات حلب وبيروت وسواحلهما فهي ولايات عربية محضة. ولا فرق بين العربي المسيحي والمسلم، فإنهما ابنا جد واحد، وستقوم فيهم منا معاشر المسلمين ما سلكه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أحكام الدين الإسلامي، ومن تبعه من الخلفاء بأن يعاملوا المسيحيين كمعاملتهم لأنفسهم، بقوله لهم ما لنا، وعليهم ما علينا. علاوة على امتيازاتهم المذهبية، وبما تراه المصلحة العامة وتحكم به".

         ويلاحظ مرة أخرى أنه لا ذكر هنا لسنجق القدس، وأما ذكره لولايتي حلب وبيروت، فإن من الواضح إنه يعني جانبا من الولاية الأخيرة - بيروت - يقع غربي دمشق وحمص وحلب وحماه، المشار إليها في الكتاب الذي يرد عليه وهو يؤكد أن هذه أقاليم عربية بحتة سواء أكان الأهالي مسلمين أم مسيحيين، ومن الجلي انه لا يشير إلى المنطقة الواقعة غربي حوران، ولا إلى المنطقة الغربية من معان، وهي التي تقع فيها سناجق عكا والبلقاء والقدس، أو بعبارة أخرى فلسطين.

         ومما يؤكد هذا الرأي أنه يتعهد بأن يكفل حقوق العرب المسيحيين ومن الطبيعي إزاء ذلك أن نفهم أنه يفكر في الجالية المسيحية المارونية الكبيرة في لبنان وهي التي ظلت سنوات تتطلع، إلى فرنسا، وتعدها حامية لها، ثم إنها هي الجالية المسيحية الوحيدة التي تعيش كتلة واحدة في منطقة واضحة الحدود في هذه البلاد كلها.

         وقد رد السير هنري على كتاب الشريف حسين هذا، والرد مؤرخ في 14 ديسمبر 1916 وفيه يقول (راجع كتاب المستر انطونيوس صفحة 423):

         "وسرني ما رأيت فيه - يعني كتاب الشريف المذكور - من قبولكم اخراج. ولايتي مرسين وأطنة من حدود البلاد العربية.. أما بشأن ولايتي بيروت وحلب فحكومة بريطانيا قد فهمت كل ما ذكرتم بشأنهما ودونت ذلك عندها بعناية شديدة. ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنسا داخلة فيها، فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق. وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب".

         ويلاحظ هنا أيضا أن الإشارة صريحة إلى ولايتي حلب وبيروت، وأن السير هنري مكماهـون لا يذكر كلمة واحدة عن سنجق القدس، وأن السبب الوحيد الذي يورده لإخراج هاتين الولايتين - حلب وبيروت - هو أن "مصالح حليفتنا فرنسا داخلة فيهما لا أنهما غير عربيتين. ولا ذكر على الإطلاق لفلسطين، ولا إشارة البتة في اهتمام العالم بالأراضي المقدسة.

         بعد هذا ننتقل إلى الكتاب الرابع الذي بعث به الشريف حسين في أول يناير 1916 (راجع كتاب المستر انطونيوس صفحة 425) وفيه الفقرة الأتي نصها:

         "أما الجهات الشمالية وسواحلها فما كان في الإمكان من تعديل أتينا به في رقمنا السابق هذا، وما ذاك إلا للحرص على الأمنيات المرغوب حصولها بمشيئة الله تبارك وتعالى وعن هذ الحس والرغبة هما التي ألزمتنا بملاحظة اجتناب ما ربما إنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا، واتفاقهما إبان هذه الحرب والنوازل، إلا إننا مع هذا نرى من الفرائض التي ينبغي لشهامة الوزير صاحب الرياسة أن يتيقنها بأن

<6>