إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

 

مستواها العالمي ولقد كانت محاولة اكتساب الأصوات اليهودية في انتخابات الرياسة هي ذلك الدافع المحلي ولقد قرأنا لأحد السفراء الأمريكيين السابقين في المنطقة إن سلفكم المستر هاري س. ترومان لما ألقى بكل قوته وفيها بالطبع قوة منصبه الخطير على رأس الأمة الأمريكية - ضد الحق الواضح في مستقبل فلسطين - لم يكن له من حجة إزاء الذين استرعوا نظره من المسئولين إلى خطورة موقفه غير قوله: " هل للعرب أصوات في انتخابات الرياسة الأمريكية ؟ "

3 -

إن خرافة الانتصار العسكري الذي تحاول بعض العناصر أن تقيم على أساسه حقا مكتسبا للدولة الإسرائيلية في فلسطين ليست إلا وهما صنعته الدعايات التي بذلت جهدها لإخفاء معالم الحقيقة.
ولست أريدك أن تسمع - في هذا المجال - شهادتي كجندي عاش هذه التجربة بنفسه وإنما وثائق الأمم المتحدة وتقارير وسيط الهدنة الدولية في فلسطين ولجانها تستطيع أن تثبت لك أن القوات الإسرائيلية لم تستطع احتلال ما احتلته من الأراضي خلال المعارك وإنما من العجيب أن ذلك كله تم خلال الهدنة.

ولقد كان ما فعله العرب في ذلك الوقت أنهم أحسنوا الظن بالأمم المتحدة وتصوروها قوة قادرة على فرض العدل خصوصا إذا كان العدل أساسا هو كلمتها وقرارها ولقد ظن العرب أن الجانب الإسرائيلي سوف يعاقب على خرقه لأحكام الهدنة الدولية وأن ما تسلل إليه من الأرض تحت ستار الهدنة سوف يعاد إلى مكانه الأصلي. ومن سوء الحظ أننا عوقبنا فيما بعد على أن نظرتنا إلى الأمم المتحدة كانت نظرة مثالية تنبع من الثقة.

4 -

إن الخطر الإسرائيلي بعد ذلك كله لا يمثل مجرد ما تم حتى الآن من عدوان على الحق العربي وإنما هو يمتد إلى المستقبل العربي ويهدده بأفدح الأخطار.

         وإذا ما لاحظتم استمرار الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وتشجيعها وفتح الأبواب أمامها رأيتم معنا أن هذه الهجرة تصنع ضغطا داخل إسرائيل لا بد له أن ينفجر ويتجه إلى التوسع ودليل ذلك هو التفسير المنطقي للتحالف القوي بين إسرائيل وبين مصالح الاستعمار في منطقتنا فإن إسرائيل منذ قيامها لم تبتعد كثير عن الفلك الاستعماري. وكان واضحا أنها تشعر بترابط مصالحها مع الاستعمار كذلك كان الاستعمار من ناحيته يستخدم إسرائيل كأداة لفصل الأمة العربية فصلا جغرافيا بعضها عن بعض وكذلك كان يستخدمها كقاعدة لتهديد أية حركة تسعى للتحرر من سيطرته ولست في حاجة للتدليل على ذلك إلا بتذكيركم بالظروف التي تم فيها العدوان الثلاثي علينا والتواطؤ الذي سبقه سنة 1956.

         من هذا العرض السريع للصورة في خطوطها العامة أردت أن أقول لكم: إن موقفنا من إسرائيل ليس عقدة مشحونة بالعواطف وإنما هو عدوان تم في الماضي وأخطار تتحرك في الحاضر ومستقبل غامض محفوف بأسباب التوتر والقلق معرض للانفجار في أي وقت ممكن ولكي أكون منصفا فإنه يبدو لي أن بعض العناصر العربية قد ساهمت في تصوير المشكلة لديكم باعتبارها شحنة عاطفية وأذكر في هذا المجال أن سلفكم الرئيس دوايت ايزنهاور قال لي عندما كان لي شرف لقائه في نيويورك في 26 سبتمبر سنة 1960:

<6>