إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

        إن بعض الساسة العرب كانوا يدلون بتصريحات علنية متشددة في موضوع فلسطين ثم يتصلون بالحكومة الأمريكية يخففون من وقع تشددهم قائلين: إن تصريحاتهم كانت موجهة للاستهلاك المحلي العربي.

        وإني لآسف حقيقة أن هذه الأصوات المتخاذلة المترددة استطاعت أن تجد من يسمعها في بلادكم وإن كانت في بلادنا - مهما تظاهرت بالتصلب في الحق - لم تجد من يسمعها أو يثق بها ولقد أثبتت الحوادث فيما بعد على أية حال أن هؤلاء الذين خدعوكم لم يتمكنوا من خداع شعوبهم.

سيادة الرئيس:
        لقد حاولت أن أكون صريحا إلى أبعد حدود الصراحة في حديثي إليكم ولقد يبدو من أصول اللغة الدبلوماسية التقليدية - أنني جاوزت ما تفرضه اعتبارات المجاملة - ولكني أؤكد لكم أنه في اعتباري لا يوجد أشرف في تكريم الصديق والحفاوة به أحسن من التعبير الصادق كما يحس صاحبه ومن هذا الأساس فإني أستأذنكم بعد أن عرضت للصورة من ناحيتها الإسرائيلية - أن أستطرد للناحية الأمريكية منها واسمحوا لي أولا أن أؤكد لكم أن إيماني العميق كان ولايزال - أن الوصول إلى تفاهم عربي أمريكي هدف هام بالنسبة لنا يستحق أن نبذل من أجله كل الجهود ونحاول من أجله ولا نيأس من المحاولة أو نمل.

        ونحن في هذا نصدر عن تتبع واع لمجرى التاريخ الأمريكي وعن إعجاب عميق بخصائص الأمة الأمريكية وعن مشاركة مخلصة في كثير من مبادئ النضال التي استهدت بها أمتكم العظيمة في صنع مكانها.

        والآن أستأذنكم في إبداء هذه الملاحظات:

1 -

لقد حاولنا دائما وما زلنا نحاول ولسوف نصر دائما على المحاولة أن نمد أيدينا للأمة الأمريكية وأؤكد لكم أن مما يحز في نفوسنا إلى أبعد الحدود أننا في كثير من الأحيان نجد يدنا معلقة وحدها في الهواء ولقد تفضلتم يا سيادة الرئيس وأشرتم في خطابكم إلى دور الرئيس وودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت في بروز دول عربية مستقلة ذات سيادة متكافئة في المجتمع الدولي.

واسمحوا لي أن أقول: إن الرئيسين الكبيرين لا يمثلان في بلادنا آمالا تحققت بقدر ما يمثلان آمالا لم تتحقق. لقد كانت في بلادنا ثورة وطنية عارمة تطلب حق تقرير المصير ولما أعلن الرئيس ويلسون نقطه الأربع عشرة المشهورة كان صداها على الثورة الوطنية العارمة في بلادنا قويا فعالا.

ولقد ذهب وفد يمثل الثورة الوطنية في مصر - في ذلك الوقت  -  إلى باريس ليحضر مؤتمر الصلح وينادي بحق مصر في تقرير مصيرها وكان هذا الوفد يرفع - بين ما يرفع من الأعلام -  مبادئ الرئيس وودرو وويلسون نفسها ويستند عليها ولكن الرئيس ويلسون رفض مقابلة هذا الوفد ولم يجد فرصة يشرح فيها قضية بلاده أمام مؤتمر الصلح في باريس ولم يكن أمام هذا الوفد وأمام هذا الشعب الذي أرسله إلى باريس غير المقاومة الشعبية المسلحة ضد الاستعمار

<7>