إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

 

وكانت القوة القاهرة سلاح الاستعمار لقمع الثورة الشعبية خلافا مع كل دعوى عن تقرير المصير.

كذلك استطاعت مبادئ الأطلنطي التي أعلنها الرئيس روزفلت سنة 1941 عن تحرير الشعوب أن تمتد إليها آمال شعبنا ولربما كان من سوء حظنا أن الرئيس روزفلت لم يعش ليرى يوم انتهاء الحرب حتى تتاح له الفرصة لوضع قوته الضخمة وقوة وطنه وراء المبادئ التي أعلنها وقت محنة الطغيان الفاشيستي ..

2 -

كانت الصدمة الكبرى في العلاقات العربية الأمريكية هي غلبة اعتبارات السياسة المحلية الأمريكية على اعتبارات العقل الأمريكي والمصلحة الأمريكية في تقرير موقفكم من الظروف التي أهدر فيها الحق العربي في فلسطين إهدارا كاملا ولقد سبقت لي الإشارة إلى هذا الأمر حين تعرضت لمشكلة فلسطين من جانبها لإسرائيل.

3 -

احتدم الخلاف بيننا وزادت حدته ما بين سنة 1954 وسنة 1955 بسبب التباين بين نظرة كل منا إلى مشكلة واحدة هي مشكلة الدفاع عن الشرق الأوسط.

كان رأينا أن الأحلاف العسكرية خصوصا تلك التي تستند على قوى عالمية كبيرة لا تكفل الدفاع عن الشرق الأوسط وإنما هي تزيد تعرضه للخطر بمقدار ما تزج به إلى الحرب الباردة.

وكان رأينا أن الدفاع الحقيقي عن الشرق الأوسط تقوم به بلدان هذا الشرق الأوسط وأن ميدانه ليس الخطوط الدفاعية بقدر ما هو الجبهات الداخلية للشعوب وكان الاستقلال الحر غير المشروط والاتجاه المجدي إلى التطوير الوطني البناء خير ضمان لسلامة الشرق الأوسط ضد أي عدوان كيفما كان مصدره ولقد أتيح لي أن اشرح بنفسي موقفنا هذا للمستر جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت عندما أتيحت لي فرصة لقائه سنة 1953 في القاهرة.

4 -

في غمرة المناقشة حول الدفاع عن الشرق الأوسط وقعت الحادثة التي كانت بمثابة نقطة التحول في اتجاهات الحوادث وأعني بها الغارة على غزة في فبراير سنة 1955 حيث قام الجيش الإسرائيلي بغارة هجومية وحشية على مدينة غزة الفلسطينية ولست أريد أن أصف هذه الغارة بأكثر مما وصفتها به وثائق الأمم المتحدة وقد وصفتها بأنها غارة "وحشية مدبرة" ومع ذلك فإن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء الحالي بعثا بتهنئتهما إلى الذين قاموا بها بناء على أمرهما.

كذلك استمرت الخطة العدوانية نفسها على مصر - في ذلك الوقت - هذه الخطة التي كانت تستهدف الجبهة الداخلية لمصر على حد ما تشهد به الوقائع المتسربة مما يسمونه عملية لافون في إسرائيل التي اتضح منها أن الهدف كان تفجير القنابل في بلادنا وتدمير منشآتنا وإشاعة الخلاقات بيننا وبين دول صديقة

<8>