إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان السيد علي صبري، أمام مجلس الأمة عن أزمة العلاقات بين بون والقاهرة
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 56 - 66"

        وكان لا بد ان نعيد النظر في سياستنا وموقفنا من حكومة المانيا الغربية... فلا يمكن ولا يعقل ان تكون الجمهورية العربية المتحدة احرص على مصلحة الشعب الالماني وحقه في قضية توحيد المانيا من حكومة بون التي تسير في سياسة عدوانية تجاه الأمة العربية.
        وقبيل سفر السفير الالماني جورج فيديرر من القاهرة الى بلاده، استدعاه الرئيس جمال عبد الناصر، وأبلغه في صورة حاسمة وقاطعة أن الجمهورية العربية المتحدة لن تقف موقفا سلبيا ازاء المعونات العسكرية التي تهديها المانيا الاتحادية لاسرائيل .. وأن الجمهورية العربية المتحدة حكومة وشعبا تعتبر صفقة الأسلحة لعدوة الأمة العربية "اسرائيل"، عملا عدائيا، ولقد زادت في عداواته انه تم بصورة مشينه، لا تنطوي على أي شعور من المجاملة والابقاء على الصداقة بين البلدين، حين تم ذلك في الخفاء والسر ضمن ما دار في اجتماع اديناور وبن جوريون، رغم النفي المتكرر الذي جاء على لسان المسئولين في حكومة بون..
        ايها السادة:
        يرفض المنطق الثوري، والاسلوب الايجابي للحياة العربية الجديدة، مقابلة التحدي بالاستسلام او السكوت... ولا يمكن ان نواجه عملا نعتبره عدائيا ويتم في السر لصالح اعدائنا بأسلوب الصداقة والود من جانبنا، فلا يمكن ان تقوم صداقة من طرف واحد.
        فهذا مبدؤنا وتلك شريعتنا في التعامل مع كل الدول، نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا ونمد ايدينا بالصداقة المنزهة الواضحة الى كل الشعوب، لا نقبل ان نخادع احدا ولا نقبل ان يخدعنا احد ...
ايها السادة اعضاء مجلس الأمة ...
        ولقد اثيرت بعض التعليقات في الأيام الأخيرة - سواء من المسئولين في حكومة المانيا الاتحادية أو في صحافتها - حول العلاقات بين الدول العربية وبين حكومة بون، تستحق أن أوضح هنا ابعادها وحقائقها، حتى يكون شعبنا الواعي على بينة من كل ما يقال هنا أو هناك.
        تردد بأن المانيا الغربية لم تعترف باسرائيل ارضاء للعرب وحفظا على صداقتهم التقليدية. واني اقولها واضحة.. إن هدية السلاح الى جانب كل المعونات التي قدمتها حكومة بون لاسرائيل - قاعدة التهديد الموجهة ضد الحياة العربية كلها هي اعتراف عملي باسرائيل، بل وهي دليل على وقوف حكومة المانيا الغريبة ضد قضية الشعوب العربية وبجانب الجريمة الصهيونية التي وقعت احداثها فوق الأرض العربية، ويريد لها اصحابها ان تمتد وأن تتسع على انقاض الشعب العربي.
        بل ان المعونات المالية، التي تقدمها المانيا الغربية الى اسرائيل، هي في حد ذاتها تمكين للخطر الماثل فوق ارضنا رغم ارادة أصحاب هذه المنطقة التي ستبقى عربية، وستعود عربية، رضيت اسرئيل ام كرهت.

<6>