إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول القضية الفلسطينية ومسألة العلاقات بين العرب وألمانيا
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1331 - 1334"

وأمر إذ تعاون العرب مع ألمانيا الغربية في شتى الميادين الاقتصادية والتجارية وقبلوا منها القروض والمساعدات وفتحوا أسواق بلادهم على مصاريعها لمنتجاتها ومشاريعها الاستغلالية ورءوس أموالها وغير ذلك، وسكتوا على مزاعمها وادعاءاتها بأنها كانت مضطرة لدفع التعويضات لليهود، ومكرهة على مساعدتهم بسبب الضغط الخارجي والنفوذ الغربي.

         وفضلا عن ذلك كله، فإن استمرار الهيئة العربية في الاحتجاج على سياسة ألمانيا الغربية ومواقفها ومقاومة مساعداتها لليهود، ودولتهم الباغية في فلسطين المحتلة، عرضها لكثير من الانتقاد الرسمي، ولمحاولات عديدة لاخفات صوتها ومنع نشر احتجاجاتها وبياناتها، بغية القضاء على كل مقاومة للخطة الألمانية الضارة. ونمى إلى الهيئة العربية في 1962 إن حكومة ألمانيا الغربية تعاقدت مع دولة العصابات الصهيونية على تزويدها بأسلحة ومعدات عسكرية فاسترعت أنظار الدول العربية وجامعتها إلى هذا الأمر بمذكرات قدمتها وناشدتها المبادرة إلى مقاومة الاتجاه الألماني الجديد في تقديم الأسلحة والمعدات - لإسرائيل - بعد أن أتخمتها المساعدات المالية والاقتصادية كما بعثت بمذكرة احتجاج في هذا الشأن إلى مستشار ألمانيا الغربية. وقد نشرت الهيئة في مجلتها - فلسطين - في عدة مناسبات أنباء المساعدات الألمانية للصهيونيين وحذرت من نتائجها.

         يتبين مما تقدم عرضه أن الأزمة التي نشبت بين العرب وألمانيا الغربية ما كان لها أن تبلغ ما بلغته من الشدة والحدة وأن المساعدات الألمانية للصهيونيين، ما كانت لتستمر وتتسع، لو أن العرب واجهوا المانيا الغربية بعزم وتصميم وصف موحد منذ أقدمت على عقد اتفاقيات التعويضات مع اليهود عام 1952، ولما أقدمت على تحدي الأمة العربية بقرارها الرامي إلى إنشاء علاقات ديبلوماسية مع - إسرائيل -.

         وعلى الرغم من سوء الأثر الذي تركته مواقف السياسة العربية الرسمية من ألمانيا الغربية وتغاضيها عن مقاومة المساعدة الألمانية لليهود على اختلافها، وعدم العمل على إحباطها ومنعها، فإن الهيئة العربية ترجو أن تواصل الدول العربية جهودها العملية المثمرة، لحمل ألمانيا الغربية على العدول عن موقفها المعادي للعرب.

3 - الدول المؤيدة للصهيونيين:
         إن الهيئة العربية مازالت تطالب الدول العربية باستمرار بوجوب مواجهة الدول الاستعمارية الكبرى التي تؤيد - إسرائيل - وتساعدها وأن تبني تعاملها معها على أساس مواقف تلك الدول من - إسرائيل - ومع أن السياسة العربية الرسمية اتخذت في عدة مناسبات قرارات معروفة بهذا الصدد، فإن هذه القرارات لم توضع موضع التنفيذ، الأمر الذي شجع الدول المذكورة على التمادي في غيها والإمعان في سياستها، حتى تفاقم خطر مساعداتها - لإسرائيل تفاقما ملحوظا، حمل مؤتمري القمة الأول والثاني على اتخاذ مقرراتهما في هذا الشأن، ثم جاء قرار مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في 14 آذار 1965 يؤكد هذه السياسة وهذا الاتجاه.

         والهيئة العربية العليا لا يسعها إلا أن تهيب بالدول العربية أن تبادر بوضع هذا القرار موضع التنفيذ، إذ لا قيمة لأية قرارات تتخذ إذا ظلت بدون تنفيذ.

         ولا يخفى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المركز الأول في قائمة الدول التي

<3>