إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول الأحداث التي طرأت على قضية فلسطين في العامين الأخيرين
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1357 -1360"

مشاريع التحويل العربية واقترح فيه تأجيل القيام بعمليات التحويل إلى حين توفر القوة العربية الكافية لحمايتها. ولشد ما جاء هذا الخطاب مخيبا للآمال ومثبطا للهمم إذ أنه يعبر عن سياسة الدولة العربية الكبرى التي تملك أكبر قوة عربية بشرية وعسكرية وتحجم رغم ذلك عن خوض معركة تحرير فلسطين. في حين أن قضية المصير العربي بأسره تحتم تحرير فلسطين قبل كل شيء. وليس أغرب من أن يسجل الذين يزعمون. تمثيل الشعب الفلسطيني في المهرجان على أنفسهم إقرار هذه السياسة التراجعية والانسياق في تيارها.

         في خضم هذه الأحداث والتطورات وفي هذه السلسلة المتلاحقة من التراجعات العربية الرسمية وفي نفس الشهر الذي حلت فيه بالشعب الفلسطيني كارثة اغتصاب المياه العربية وفي إطار هذه الصورة المحزنة فرضت سياسة التخاذل وعدم الجد على الشعب العربي الفلسطيني بعد سبعة عشر عاما من التشرد والتفرق كيانا مصطنعا عاجزا عن التعبير عن إرادة الشعب الحقيقية وعن التصدي لما يحاك ضد قضيته ومستقبله من مؤامرات التجميد والتصفية وعن تجميع الشعب وتوحيد قواه وإعداده إعدادا جديا لمعركة التحرير.

         إن الهيئة العربية العليا لفلسطين الأمينة على قدسية كفاح الشعب العربي الفلسطيني والحريصة على مصيره لتهيب بالعرب عامة والفلسطينيين خاصة رغم هذا الجو القاتم الملبد بغيوم التخاذل والتراجع وادعاء العجز ألا يدعو مجالا لتسرب اليأس إلى نفوسهم وأن يظلوا واثقين من أن الأمة العربية بقواها البشرية الوفيرة وموقعها الاستراتيجي الممتاز لقادرة دون ريب على خوض معركة التحرير إذا صدقت العزائم وحسنت النيات وحشدت الطاقات للقضاء على الاستعمار الصهيوني وغسل العار واسترداد الكرامة والوطن.

         والهيئة العربية تشجب سياسة ادعاء العجز والتخاذل وعدم الجد في معالجة قضية فلسطين التي هي قضية المصير العربي وتندد بسياسة التراجع في المواقف العربية تجاه الأعداء وترى أن العجز العربي إذا كان حقيقة واقعة فإن مسئوليته تقع على عاتق الذين صارت إلى أيديهم مقاليد أمور الأمة العربية بعد هذه السنين الطوال ورصد الأموال على الجيوش والتسلح وإذا كان الأمر تعاجزا فلا يفيد منه سوى الأعداء الذين يحتاجون إلى فترة طويلة من الاستقرار يرسخون خلالها أقدامهم ويثبتون وجودهم العدواني تمهيدا للانقضاض على الوطن العربي لتحقيق برامجهم التوسعية المعروفة.

         وتؤكد الهيئة العربية العليا أن الحل الوحيد لقضية فلسطين هو تحريرها من الاحتلال الصهيوني بالكفاح العربي الجدي وترى أن تحقيق هذا الهدف الوطني العظيم، يستدعي:

1 -

أن تعيد الدول العربية نظرها في سياستها المتعلقة بقضية فلسطين على الصعيدين العربي والدولي وذلك بوضع ميثاق عربي موحد لتحرير فلسطين تلتزم به وتجعله هدفها الأساسي الذي يوحد صفوفها وجهودها ويقضي على الاختلافات والخصومات والمهاترات الناشبة بينها ومعالجة قضية فلسطين في المحافل الدولية

<3>