إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الدول العربية حول تجربة منظمة التحرير في الاعوام الثلاثة الماضية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 385 - 388"

تنادي بالوحدة الوطنية والتعبئة القومية والتحرير وأمنت لخزينتها الموارد المالية الوفيرة من مختلف الجهات.

         بعد ثلاثة اعوام، يحق للشعب الفلسطيني ان يقيم اعمال المنظمة التي سلمتها الجامعة العربية زمام قيادته، وان يحكم على خطتها من النتائج التي توصلت اليها، كما يحق للامة العربية باجمعها ان تعيد النظر في أمر المنظمة وان تحكم بتجرد وانصاف على ما آلت اليه قضية فلسطين، بعد هذه الاعوام الثلاثة.

         ومن الواضح ان كل منصف لا بد ان يحكم على المنظمة بالفشل في تحقيق شعاراتها لانها لم تحقق وحدة وطنية بل عملت على ايقاع الخصومات والخلافات بين ابناء فلسطين، وفرقت الاجماع العربي على قدسية قضية فلسطين، وكانت سببا مباشرا في اذكاء نار الخلافات واثارة الشحناء بين بعض الجهات العربية الرسمية.

تجربة اعوام ثلاثة

         ثلاثة اعوام مرت على المنظمة كانت مليئة بالعبث والمشاكل، كما كانت حافلة بالتخبط  والدجل السياسي، والتبعية، وبالانحدار بالقضية الفلسطينية الى مستوى المهاترات، والمعارك الجانبية والزج بها في النزاعات والاختلافات العربية واقحامها في التيارات العالمية والخصومات العقائدية. مما أفقدها قدسيتها واجماع العرب على نصرتها وابقاءها فوق مستوى الخلافات، ومهد السبيل لاشاعة اليأس والملل، وقتل الروح المعنوي والوصول بالنفسية العربية الى ما يتمناه المستعمرون والصهيونيون من انصراف عن قضية فلسطين وصدوف عن الايمان  بتحريرها، ومن ثم الى القبول بأى حل يفرض لها، ولو على اساس الامر الواقع.

         ان تجربة الاعوام الثلاثة الماضية تستوجب ان تراجع الدول العربية الموقرة موقفها وان تعدل عن المضي في تأييد الخطأ، وان تنظر الى القضية الفلسطينية النظرة التي تفرضها قدسيتها واهميتها وإنا نربأ بها ان تكون راضية عن النتيجة السيئة التي وصلت اليها فكرة الكيان الفلسطيني على يد منظمة التحرير بشكلها الحاضر.

ألم واستنكار

         ان الشعب الفلسطيني اذ يألم لواقع قضيته، ويأسف لتجاوز جامعة الدول العربية قراراتها الخاصة بانشاء الكيان الفلسطيني وعدولها عنها ويستنكر استمرار الاعتداء على حقوقه في تقرير مصيره وانشاء كيانه، يطالب باصرار بضرورة وضع حد لهذه المهزلة التي تمثل على مسرح القضية الفلسطينية باسم الكيان الفلسطيني.

         ولا ريب في ان الدول العربية الموقرة قد لمست هذه النتائج الاليمة للتجربة الفاشلة، ووقفت على الحقيقة. ولعل حرص الدول العربية على تحقيق اهداف التضامن العربي هو ما حملها على السكوت والتريث في مجابهة الحقيقة، الا ان سلامة قضية فلسطين والصالح العربي العام لم تعد تجيز مواصلة السكوت والاستمرار في التغاضي عن الوضع الشاذ الذي انحدرت اليه  هذه القضية من جراء اعمال هذه المنظمة المعينة تعيينا، والمفروضة فرضا على الشعب الفلسطيني.

         ان عرب فلسطين ليصرون على رفض التقيد بنتائج تلك التجربة الفاشلة كما سبق ان اصروا على رفض الاعتراف بها منذ انشائها واحتضانها وهم ما زالوا يطالبون بايجاد الكيان الشعبي القادر على مواجهة مؤامرات التصفية والتصدي بقوة وعزم لكل محاولات الانحراف بالقضية الفلسطينية عن طريق الكفاح الجدى.

الاسلوب الديمقراطي

         ولبلوغ هذه الغاية، وللقضاء على الاوضاع الشاذة التي تضرب قضية فلسطين في صميمها، وللوصول بالشعب الفلسطيني الى ارض صلبة يستطيع ان يندفع منها بقوة نحو تحرير وطنه، فقد بات من الضروري العدول عن الخطة السابقة والعمل على تحقيق رغبته ومطالبه التي كررها في برقياته ومذكراته التي تنسجم مع مقررات مجلس الجامعة العربية نفسه في دورته الاربعين

<3>