إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) نص المذكرة التي بعثت بها القيادة العامة للجيش الأردني إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 578 - 582"

ثلاث أسراب من الطائرات المقاتلة وقع اختيارنا على أحدث وأحسن الطائرات المقاتلة الموجودة في العالم وهي طائرات "ف - 104" المستعملة كطائرة مقاتلة قياسية في أكثر من أربع عشرة دولة غربية، الا أن القيادة الموحدة قد عرضت فعلا ان تبتاع لنا طائرات ميج 21 من روسيا بدلا منها، ولاعتقادنا الذي لا زلنا نصر عليه فان ف - 104 هي الافضل لنا فقد وافقت القيادة العربية على رأينا خصوصا واننا كنا قد بينا للقيادة الموحدة وفي مؤتمرات القمة بانه من الخطأ الفادح ان تحصر الدول العربية مصدر أسلحتها بالكتلة الشرقية بل يجب ان تستفيد من التنافس الحاصل ما بين الكتلتين الشرقية والغربية في سبيل استمرار حصولنا على الافضل من انتاج هاتين الكتلتين. كما وان الطائرات التي تعاقدنا عليها هي جديدة وذلك بموجب العقود الموجودة لدى القيادة الموحدة، الا اذا كان لدى السيد الفريق عبد المنعم رياض ما يثبت عكس ذلك، ونحن كعادتنا على استعداد دائم للترحيب بأي فريق مختص من القيادة الموحدة لفحص هذه الطائرات التي ستصل الدفعة الاولى منها خلال بضعة أشهر من تاريخه، أما بالنسبة لمقارنة طائرة ف - 104 مع الميج 21 فنحن على استعداد للاحتكام الى خبراء حياديين وقبول رأيهم في الموضوع، مع العلم بأننا نستغرب كل ما صدر بكتاب القيادة الموحدة المشار اليه اعلاه بالنسبة لهذه الطائرات، لاننا نذكر بان سيادة الفريق عبد المنعم رياض قد هنأ المسؤولين لدينا على نجاحنا في الحصول على هذا النوع من الطائرات وبالشروط التي تمكنا من الحصول عليها.

         أما القول بأن القيادة الموحدة كانت ستورد لنا فورا الاسراب المطلوبة بينما آثرنا نحن الانتظار ما بين سنتين الى ثلاث سنوات فالجواب عليه يعرفه كل من له المام بالطيران الحديث، فما هي فائدتنا من طائرات تسلم فورا اذا لم يكن الطيارون والفنيون الاكفاء مجهزين لها. علما بان هذا النوع من الطائرات التي تزيد سرعتها على ضعفي سرعة الصوت تحتاج الى مستوى عال من الطيارين لا يمكن ان يجهزوا فورا في أية دولة في العالم. علما بأننا باشرنا بارسال الطيارين والفنيين للتدرب في الخارج حالما صدر قرار القيادة الموحدة الينا بذلك وسيتخرج قسم من هؤلاء الطيارين قبل تسليم الدفعة الاولى من الطائرات كما وان توقيت تسليم الطائرات جاء مطابقا لخطتنا الموضوعة بهذا الصدد والموافق عليها من قبل القيادة الموحدة.

         أما عن ثمن الطائرات فباعتقادنا وباعتقاد القيادة الموحدة حسبما ابلغتنا ان الثمن الذي حصلنا عليه كان ممتازا ولم يرد أي اعتراض عليه. هذا وقد ساهم الأردن على ضآلة امكاناته المادية في تحمل قسم من هذا الثمن بالطبع فان ما وصلنا من القيادة الموحدة من أصل ثمن هذه  الطائرات هو قسم يسير ونأمل ان تصلنا منهم باقي الدفعات في حينها والا كانت النتيجة في غير صالح احد اذا ما اضطررنا للتوقف عن دفع التزاماتنا ونحن نود في هذا المجال ان نبين بان سعر طائرات الميج 21 لم يعرض علينا قطعا، ولكن كل ما نعرفه هو ان سعر هذا النوع من الطائرات يختلف بالنسبة للدول المشترية واحدة عن الاخرى لانه يقرر على أساس ما يسمى بالبيع السياسي.

         أما فيما يتعلق بالقواعد الجوية فقد قام الأردن فور ابلاغه من القيادة الموحدة ببدء الانشاء بطلب مهندسين اختصاصيين ومساحين فنيين عرب عن طريق القيادة الموحدة نفسها وبمجرد انتهائهم من وضع التصاميم باشرنا بالانشاء، والمهم بان هذه القواعد ستكون جاهزة لاستلام الدفعة الاولى من الطائرات وهي حقيقة تعرفها القيادة الموحدة ولا نعلم ما هو المقصود بالاشارة الى التأخير في الموعد المقرر ان لم يكن أبكر من ذلك.

         أما بالنسبة لدفع معظم التكاليف مقدما لانشاء هذه القواعد فاننا نود بيان حقيقة مؤلمة للغاية وهي ان دفع الالتزامات المقررة من قبل مؤتمرات القمة كان دوما ولا يزال يشكل حجر عثرة بالنسبة لنا ويؤخر قيامنا بالتزاماتنا المطلوبة ونحن نأمل كبير الامل ان تساهم القيادة    

<3>