إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين وسير هنري مكماهون من 14 يوليه 1915 إلى 10 مارس 1916
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1 ص 169 - 189"

من الشريف حسين إلى السيرهنرى مكماهون
14 فبراير سنة 1916

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة ذو الأصالة فخامة نائب جلالة الملك دام مرعيا

          بعد فبأيدى التوقير والاحتشام تلقينا رقيم الفخامة المؤرخ 25 ربيع أول، وأن مضامينه أدخلت علينا مزيد الارتياح والسرور لحصول التفاهم المطلوب والتقارب المرغوب أسأل الله أن يسهل المقاصد وينجح المساعى. ومن الايضاحات الآتية نفهم الفخامة الأعمال الجارية والاسباب المقتضية:

         أولا - قد أعلمنا فخامتكم بأنا بعثنا بأحد انجالنا إلى الشام ليرأس ما يقتضى عمله هناك، ولقد ظفرنا منه بتقرير مفصل يفيد به أن اعتسافات الحكومة هناك لم تبق من الأشخاص الذين نعتمد عليهم فى الأمر سواء كانوا من الجند على اختلاف مراتبهم أم ممن لم يكونوا من ذلك الصنف الا القليل مما كان فى الدرجة التالية، وأنه ينتظر وصول القوات المعلن بقدومها من مواقع مختلفة أخصها من أهالى البلاد وما جاورها من الأقطار العربية كحلب وجنوب الموصل المشاع بأن عددها ما ينوف عن المائة ألف على ما يزعمون. وأنه لا بد يؤمل ان كانت الأكثرية من القوة المذكورة من العرب فهو عازم على اجراء الحركة والقيام بهم، وان كان العكس يعنى الأكثرية من الأتراك وسواهم فسيناظر تقدمهم نحو الترعة وعند اشتباك الحرب حركته بهم عندما يريدون.

         ثانيا - عزمنا على ارسال نجلنا الكبير إلى المدينة المنورة بقوة كافية ليكون ردءا لأخيه الذى بالشام ولكل احتمال واستيلائه على الخط الحديد وما هو فى معنى ذلك مما تظهره الشئون. وهذا هو المبدأ للحركة الأساسية المكتفين في مبادئها بما جندناه برسم المحافظة على راحة داخلية البلاد وبأهل الحجاز أهل المركز فقط لأسباب يطول شرحها:

         (أولا) تعسر احضار لوازمهم بصورة تجعل المشروع فى حيز الكتمان، مع عدم الضرورة على ذلك وسهولة جلب الإمدادات عند الحاجة، هذا خلاصة ما رغبتم فى الجواب عليه والاستفهام عنه. وفى ظنى أن فيه الكفاية واتخاذه أساسا وقياسا فى أعمالنا أمام كل التبدلات والطوارىء التى يظهرها سير الحالة.

          بقى علينا بيان ما نحتاجه والحالة هذه هو:

         أولا - مبلغ خمسين ألف جنيه ذهبا لمشاهرة القوات المجندة ونحوها مما ضرورته تغنى عن بيانه.

<16>