إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين وسير هنري مكماهون من 14 يوليه 1915 إلى 10 مارس 1916
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزرة الارشاد القومي، ج 1، ص 169 - 189"

         أما الخلافة فان الله يرضى عنها، ويسر الناس بها.

         وأنا على ثقة يا صاحب الفخامة، أنكم لا تشكون قط بأنى لست أنا شخصيا الذى يطلب تلك الحدود التى يقطنها عرب مثلنا، بل هى مقترحات. شعب بأسره، يعتقد بأنها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية.

         أوليس هذا صحيحا يافخامة الوزير؟

         وبالاختصار فاننا ثابتون فى اخلاصنا نصرح بكل تأكيد بتفضيلنا لكم على الجميع أكنتم راضين عنا - كما قيل - أو غاضبين.

         أما ما يتعلق فى قولكم بأن قسما من شعبنا لايزال يبذل جهده فى سبيل تأمين مصالح الأتراك، فلا أظن أن هذا يبرر "البرودة" و "التردد" اللذين شعرت بهما في كتابكم فيما يتعلق بموضوع الحدود، الموضوع الذى لا أعتقد أن رجلا مثلكم ثاقب الرأى ينكر أنه ضرورى لحياتنا الأدبية والمادية.

         وأنا حتى الساعة لا أزال أنفذ ما تأمر به الديانة الاسلامية في كل عمل أقوم به، وأراه مفيدا وصالحا لبقية المملكة، وانى سأستمر فى هذا الى أن يأمر الله فى غير ذلك.

         وأود هنا يا صاحب الفخامة أن أؤكد لكم بصراحة أن كل الشعب - ومن جملته هؤلاء الذين تقولون أنهم يعملون لصالح تركيا وألمانيا - ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذه المفاوضات المتوقفة على موافقتكم أو رفضكم قضية الحدود، وقضية المحافظة على ديانتهم، وحمايتهم من كل أذى أو خطر.

         وكل ما تجده الحكومة البريطانية موافقا لسياستها، في هذا الموضوع، فما عليها الا أن تعلمنا به وأن تدلنا على الطريق التى يجب أن نسلكها.

         ولذلك نرى أن من واجبنا أن نؤكد لكم أننا سنطلب اليكم فى أول فرصة بعد انتهاء الحرب ما ندعه الآن لفرنسا فى بيروت وسواحلها.

         ولست أرى حاجة هنا لأن ألفت نظركم إلى أن خطتنا هى آمن على مصالح انجلترا من خطة انجلترا على مصالحنا، ونعتقد أن وجود هؤلاء الجيران فى المستقبل سيقلق أفكارنا كما يقلق أفكارها ..

         وفوق هذا فان الشعب البيروتى لا يرضى قط بهذا الابتعاد والانزواء وقد يضطرونا لأتخاذ تدابير جديدة قد يكون من شأنها خلق متاعب جديدة، تفوق في صعوبتها المتاعب الحاضرة.

         وعلى هذا لا يمكن السماح لفرنسا بالاستيلاء على قطعة صغيرة من تلك المنطقة.

         وأنا أصرح بهذا رغم أنى أعتقد وأؤمن بالتعهدات التى قطعتموها فى كتابكم.

         ويستطيع معالى الوزير، وحكومته أن يثقا كل الثقة بأننا لانزال عند قولنا وعزيمتنا وتعهداتنا التى عرفها مستر ستورس منذ عامين.

<5>