إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 - 533"

الحدود الآمنة لإسرائيل تنطوي على التزام الدول العربية بالمحافظة على أمن إسرائيل وفي مقدمة ذلك ضرب العمل الفدائي وتوقيف الثورة الفلسطينية والحيلولة دون الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية من تحقيق الواجب القومي المقدس في تحرير فلسطين واستردادها والقضاء على الوجود الصهيوني الامبريالي بها.

         جـ) ان القرار يقضي بإقامة سلام دائم بين الدول العربية وإسرائيل، ويترتب على السلام الدائم النتائج الضارة التالية:
         1 - توفير الأمن والاستقرار لإسرائيل، داخليا وعربيا ودوليا، وان هذا يفتح الأبواب على مصاريعها أمام الحركة الصهيونية في اغراء أقسام كبيرة من التجمعات الإسرائيلية المقيمة في غرب أوروبة وأميركة في الهجرة إلى إسرائيل والاستيطان بها، بعد ان امتنعت هذه الجماعات عن ذلك طيلة العشرين سنة الماضية بسبب عامل عدم الاطمئنان على أمن إسرائيل ومستقبلها واستمرار وجودها.

         2 - زوال الأسباب والمؤثرات العربية التي حالت حتى الآن دون دول صديقة من السماح بهجرة مواطنيها من اليهود إلى إسرائيل، وفي مقدمة ذلك ملايين اليهود الموجودين في الاتحاد السوفييتي.

         3 - زوال جميع أسباب امتناع الكثير من الدول الصديقة للعرب من الاعتراف بإسرائيل والتعامل معها في كافة المجالات.

         4 - تثبيت حاجز بشري وجغرافي يقسم مشرق الوطن العربي عن مغربه، الأمر الذي يلحق الأضرار الكبيرة المعوقة لإقامة الوحدة العربية الجزئية والكاملة.

         5 - طعن النضال الفلسطيني المسلح، وكذلك حركة التحرر العربي نحو التحرر والتقدم الاجتماعي والوحدة، وبالتالي زيادة النفوذ الاستعماري وما يحمل معه من نفوذ صهيوني في الوطن العربي بحكم العلاقة العضوية فيما بين الاستعمار والصهيونية في المجالات السياسية والاقتصادية والمجالات الأخرى، وما يترتب عن ذلك كله من اضطرار السياسة العربية للابتعاد عن خط الحياد وعدم الانحياز.

         6 - ان القرار تجاوز قضية فلسطين حتى من حيث التسمية، وتجاوز حقوق عرب فلسطين في وطنهم وأرضهم، وأشار اليها واليهم بصفتها قضية لاجئين مما ينذر بالتصفية النهائية للقضية الفلسطينية من حيث هي قضية أرض ووطن.

         7 - لم تقتصر خسارة الأمة العربية في حرب حزيران (يونيو) على الأرض فقط، وإنما تناولت أيضا الكرامة العربية وثقة العرب بأنفسهم. والحل السلمي قد يعيد بعض الأرض أو كلها، الا انه لن يعيد الكرامة والثقة بالنفس.

         8 - على الأمة العربية ان تدرك بأن عليها واجبا لا مفر منه، وهو واجب الدفاع عن الوطن، وان ترفض الاعتماد على الغير لحمايتها أو لاستعادة أراضيها وحقوقها، وان قبول الحل السلمي هو بالضرورة تسليم من الدول العربية إلى الدول الكبرى في التحكم بمصيرها وتنازل عن الإرادة العربية.

         9 - ان الحل السلمي قد يخلق وهما لدى الدول العربية بأنها آمنة، ومن خلال هذا الوهم ستضرب إسرائيل حتما من جديد وبعد ان تهيئ ظروفا سياسية أكثر ملاءمة لها فتحقق بذلك مطامعها التوسعية على حساب تراب الدول العربية.

         لذلك فان المجلس الوطني يوصي اللجنة التنفيذية المنتخبة بوضع مخطط متكامل لإحباط أي حل سياسي للقضية الفلسطينية على المستويات العربية والشعبية والرسمية والدولية.

         كما ان المجلس يؤكد ان العدوان على الأمة العربية وترابها قد بدأ بالغزو الصهيوني لفلسطين عام 1917، ولذلك فان إزالة آثار العدوان يجب ان تعني ازالة جميع الآثار التي تحققت منذ بداية الغزو الصهيوني لا منذ حرب حزيران (يونيو) 1967، وعليه فان شعار ازالة آثار العدوان بشكله الحالي شعار مرفوض وينبغي استبداله بشعار القضاء على أداة العدوان، وبذلك وحده يتحقق السلام القائم على العدل.

         ويوصي المجلس الوطني اللجنة التنفيذية المنتخبة بوضع الخطة اللازمة لحماية الثورة الفلسطينية من الأخطار التي تهددها في حالة وضع قرار مجلس الأمن موضع التنفيذ.

<6>