إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتي كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) مضابط الاجتماع الذي عقدته وزارة الحرب في 3 سبتمبر 1917
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1648- 1664"

و (1) و (2). وقد قررت وزارة الحرب احالة المسألة الى لجنة اللورد ميلنر للقوى العاملة لاتخاذ قرار فيها.

الحكومة المقبلة لمصر:

          وكان أمام وزارة الحرب مذكرة مقدمة من القائم بأعمال وزير الخارجية اعدها اللورد ادوارد سيسيل المستشار المالى للحكومة المصرية وكذلك المضابط الخاصة بها والتى أعدها لورد هاردنج والسير رونالد جراهام.

          وقد صرح اللورد روبرت سيسيل بأنه عندما ذهب الى وزارة الخارجية وجد صعوبة كبيرة فى الحصول على الأوراق الخاصة بمصر، حيث لم يوجد بها أى نظام ملائم للحصول على المعلومات المتعلقة بالأمور الداخلية الكثيرة للحكومة المصرية. وكانت الخطابات الخاصة المتبادلة بين السير ريجنالد وينجيت واللورد هاردنج هى السبل الرئيسية للاتصال بمصر. ولقد فكر اللورد روبرت سيسيل فى مسألة الرغبة فى نقل الاشراف على مصر لوزارة أخرى كوزارة المستعمرات ولكن يبدو أنه لم يجد الوزارة الملائمة.

          وعاد شقيقه اللورد ادوارد سيسيل الى الوطن فى فصل الربيع لتسلم مهام. عسكرية، وأخبره أن المصريين يعتقدون بأن هناك افتقارا تاما للتنظيم لدى الجانب البريطانى ولا يظهر هذا فى الأمور الدبلوماسية بقدر ما يظهر فى الأمور الادارية. وصرح اللورد روبرت سيسيل بأنه شعر بوجود قلق ملحوظ تجاه الموقف من وجهة النظر البرلمانية. فلو افترضنا حدوث متاعب فى مصر فانه ينبغى علينا تحمل المسئولية أمام مجلس العموم والدفاع عن الاجراءات التى اتخذت فى ظروف نجهلها تماما. لقد كان الموقف كله شاذا وكان نتيجة نظام ثبت نجاحه فى عهد اللورد كرومر حينما كانت مصر مقاطمة تركية- اسميا- وكنا نحن مجرد مستشارين، وأن كان قد لا يمكنه البقاء فى ظل الظروف الجديدة تحت الحماية البريطانية والطلب المتزايد للديمقراطية.

          واعترف السير رونالد جراهام فى مضبطته بأنه ينبغى اجراء تغييرات واسعة فى الحكومة المصرية بمجرد انهاء الحكم العسكرى. واشار اللورد روبرت سيسيل بأنه يجرى دراسة أمور قانونية معقدة فى هذه اللحظة. ونظرا لازدياد أهمية مصر كمركز يمكن بواسطته ادارة المنطقة التى تشمل مصر والجزيرة العربية وربما فلسطين وأرض الرافدين فانه يعتقد بأن هذه المسألة هامة وملحة ولذلك يقترح تأليف لجنة على الفور لاجراء تحقيق فى الموضوع كله. وذكر بأنه كان يعتقد فى امكان أحالة الموضوع الى لجنة الشرق الأوسط القائمة ولكنه يرى الآن بأن هذه اللجنة كبيرة بدرجة تجعل من غير الممكن تناول هذه المسألة بصورة مرضية. وذكر اللورد كرزون بأن تطور الأمور فى الشرقين الأوسط والادنى يشير الى انه قد يصبح من الضرورى انشاء أدارة مستقلة جديدة للمنطقة. وأضاف بأن هذه الادارة قد لا تكون منفصلة تماما عن وزارة الخارجية اذ أن كثيرا من المشاكل الدبلوماسية قد تفاقمت حول مصر كقيام مملكة الحجاز المستقلة على سبيل المثال. وقد أثارت وثيقة اللورد ادوارد سيسيل القضية كلها التى اعتدنا على تسميتها بمشكلة الشرق الأوسط وكذلك الطريقة التى يمكن بها تناول الموضوع وقد برزت مجموعة جديدة من الدول مع

<5>