إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول المواقف العربية بعد حرب "يونيه"
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 796 - 799"

الفلسطينية، "لارغام إسرائيل والامبريالية الاميركية خاصة" على التراجع والركوع أمام الثورة الوطنية التحررية الشاملة. ان الشعوب المتخلفة - وشعوب الشرق الاوسط منها - ليس أمامها من طريق لاحداث تفوق على التفوق التكني والعسكري الصهيوني - الامبريالي غير الطريق الفيتنامي والكوبي، ان حرب الجيوش النظامية وحدها هي حرب خاسرة بالنسبة للشعوب المتخلفة، حيث يتفوق علينا العدو الامبريالي - الصهيوني "وباعتراف جميع الأنظمة العربية القائمة". والطريق الاوحد للتفوق على هذا التفوق هو طريق الحرب الشعبية، حيث يختلط قتال الطوابير النظامية مع المقاومة الشعبية مع حرب الانصار على امتداد الأرض الفلسطينية والعربية في معركة ضاربة، وطويلة النفس، بديلا عن استراتيجية العدو القائمة على الضرب بسرعة وتحقيق الانتصار بسرعة كما حدث في هزيمة 1967.

         ان هذا الطريق هو الوحيد المفتوح أمام شعبنا الفلسطيني والعربي "فأراضي عربية غير فلسطينية محتلة الآن، هذا فضلا عن كون فلسطين جزءا من الأمة العربية" لتحرير بلادنا ورفض قرار مجلس الأمن التصفوي.

         ان الجبهة الشعبية، وهي تنقد وتدين مواقفها الصامتة عن كل ما جرى تجاه القضية الفلسطينية طيلة الفترة التالية على هزيمة حزيران (يونيو)، وهي اذ تنقد مواقف كافة فصائل حركة المقاومة نتيجة للموقف المشابه، تعلن أنها ترفض رفضا قاطعا قرار مجلس الأمن التصفوي، وتعلن انها لا تكتفي بالرفض السلبي وحده، بل تدعو كافة القوى الوطنية الفلسطينية الشريفة "المقاتلة والمناضلة" إلى:
         1 - اعلان موقف وطني صريح تجاه قرار مجلس الأمن ورفضه، لاتخاذ موقف سياسي موحد تجاه قضية بلادنا واحتمالات التصفية عبر قرار مجلس الامن والتي تلوح في الافق.

         2 - الالتقاء بين كافة الفصائل الفدائية المقاتلة لتنسيق العمل المسلح وتكثيفه على الأرض المحتلة قبل وبعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967.

         3 - الالتقاء بين كافة الفصائل الفدائية المقاتلة لوضع خطة مشتركة لحماية العمل الفدائي، وقطع الطريق على الدوائر الاستعمارية العميلة التي تحاول تمزيق الكفاح المسلح وتسعير العداء بين القوى المقاتلة وضربها بعضها ببعض كما يلوح في الافق.

         4 - تشكيل جبهة وطنية فلسطينية عريضة تضم جميع القوى الطبقية والسياسية المعادية للاستعمار والصهيونية والمؤمنة بالكفاح المسلح في ظل قيادة القوى الوطنية الشريعة المقاتلة.

         والجبهة الشعبية، اذ ترفض قرار مجلس الامن، وتنقد وترفض الاخذ به أو تنفيذه من قبل أية دولة عربية لان هذا يمس القضية الفلسطينية برمتها، وهذا ليس تدخلا بالشؤون العربية بل هو تدخل في صميم الشؤون الفلسطينية وهو حق لكل فلسطيني، فهي تربط بين الرفض السلبي وبين ضرورات اتخاذ موقف ايجابي، بفتح النار على جميع المصالح والمواقع الاستعمارية على امتداد الارض الفلسطينية والعربية، وتحويل المعركة مع "إسرائيل الى حقيقتها، معركة مع إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل عامة وخاصة الامبريالية الاميركية".

         ان هذا الموقف الوطني الشريف يتطلب تعبئة كافة طاقات البلاد المادية والبشرية والمعنوية، بتسليح الشعب وتدريبه وتنظيمه في كتائب الانصار والميليشيا الشعبية، واخضاع اقتصاد البلاد الى ضرورات الحرب الشعبية لشن حرب تحرير شعبية عريضة، مريرة، طويلة النفس، تفتح الأبواب لفيتنام ثانية في بلادنا، لاحداث تفوق بشري مسلح، بتضحيات عالية باهظة، على التفوق التكني الامبريالي - الصهيوني. ومن هنا يبدأ طريق تحرير فلسطين والأرض العربية المحتلة "سيناء والجولان" وترحيل إسرائيل والاستعمار عن بلادنا، لاقامة دولة عربية ديمقراطية على أرض فلسطين تحفظ فيها الحقوق الثقافية والدينية للتجمعات غير العربية ومنها التجمع البشري اليهودي.

         ان طريق حرب التحرير الشعبية - الطريق الفيتنامي - هو الطريق لرفض قرار مجلس الأمن التصفوي والتآمري، وهو الطريق للتفوق على التفوق التكني والحربي الامبريالي - الصهيوني، واحراز النصر. والطريق الآخر الذي أعطى نكبة 48 وهزيمة 1967، هو طريق التراجع والركوع لشروط الامبريالية والصهيونية المنتصرة، لشروط قرار مجلس الأمن


<3>