إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) الصهيونية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1679- 1684"

لخدمة الله والمحافظة على المعرفة والذين يلتمس الناس معرفة الشريعة من أفواهم. ولأننا رسل رب الارباب فليس لنا مكان اذن في حركة يتجمع فيها اليهود على أساس من الجنس أو القومية ومن أجل دولة سياسية أو حتى من اجل وطن يضمنه القانون.. ان اسرائيل الدينية التي يقرها التاريخ يجب الا يضحى بها من أجل اسرائيل التى تقوم على اساس جنس بحت حسب التخطيط الجديد. ولقد آن الأوان لكى ينشر هذا المؤتمر بيانا بأنه يناصر اسرائيل ذات الرسالة الدينية وأنه فى ضوء هذه الرسالة ينظر بالسخط الى أية حركة تستهدف غير الدين".

          وفى 11 مايو 1917 كتب مستر يعقوب شيف أحد الزعماء اليهود في أمريكا يقول:

          "ان انهيار الاسوار التى تحيط بالأحياء اليهودية فى روسيا والتغير الشامل فى الوضع الاجتماعى لنصف مجموع ابناء جنسنا لا بد وأن يكون له أثار بعيدة على المسألة اليهودية فى كل مكان. والشيء الذى يبدو مؤكدا هو أن الامداد التى كانت تحصل عليه اليهودية خارج روسيا وفى بلادنا على الأخص من الوعاء الروسى القديم سواء من الناحية العددية أو من ناحية نتاج العقل اليهودى العظيم سوف ينخفض كثيرا أن لم يتوقف تماما، وثمة خطر كبير من أن ذلك سوف يؤدى الى الانحلال فى الأجيال القادمة، ولقد ساءلت نفسى ما الذى يمكن عمله لتفادى ذلك؟ والآن لا يمكننا ولا يجب علينا أن نغمض أعيننا عن الحقيقة الماثلة فى أن فلسطين لها جاذبية خاصة عند اليهود ولقد ازدادت هذه الجاذبية الآن أكثر مما كانت عليه فى العهود الماضية وفى مواجهة ما يحدث فى روسيا أشعر أنه يجب أن تستغل هذه الحقيقة لكى ننشئ فى فلسطين لا أمة يهودية وانما نواة لتجميع سكانى يهودى كبير ان لم يكن تجمعا يهوديا خالصا تنمو فيه الديانة اليهودية والفكر اليهودى والعلم اليهودى فى صورهم البدائية النقية لتصبح منبعا ينساب منه التيار الذى من شأنه أن ينشط اليهودية حيثما وجدت بين أمم العالم. أن المسيسبى والأنهار العظيمة الأخرى لابد أن تجف وتصبح البلاد التى تعتمد على هذه الأنهار قاحلة اذا ما أغلقت منابع هذه الأنهار، ومهما كانت الحجج التى يمكن أن تقام لاثبات العكس فان اليهودية ستختفى ورسالتها ستنتهى اذا لم يوجد في مكان ما مركز او مستودع مركزى يمكنها أن تستمد منه غذاءها المتجدد على الدوام.

          "واننى بما أحس به من مشاعر فى هذا الشأن وبعد أن وصلت الى النتيجة الماثلة فى أن علاج الأحوال القائمة يمكن أن يكمن فى توطين اليهود فى فلسطين فانى مازلت أعتقد فى نفس الوقت بأنه يجب الا تكون هناك أية محاولات لاعادة قيام أمة يهودية، ذلك أننى اعتقد انه اذا تم ذلك فان الهدف الذى أفكر فيه سوف يتحطم وأظن أننى لست مخطئا اذا قلت أن نسبة تتراوح بين 50 % الى 75 % من الذين يدعون بالقوميين اليهود هم أما ملحدون أو مارقون عن الدين وأن الغالبية العظمى بين الزعماء القوميين لليهود لا يهتمون مطلقا بالديانة اليهودية. وان الظروف السائدة حاليا فى هذا الشأن- حتى قبل قيام الأمة اليهودية فعلا كما يتمنى هؤلاء القوميون اليهود- هى نفس الظروف التى كانت سائدة عندما كانت الدولة يهودية حقيقة واقعة، وكان الأنبياء ورجال الدين فى خلاف ونزاع مستمرين مع المملكة والدولة الأمر الذى أدى فى النهاية الى تدمير الدولة وهذا هو ما سيتكرر حدوثه بالتأكيد اذا ما أقيمت دولة يهودية مرة أخرى.

<5>