إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة مؤتمر العالم الإسلامي إلى الدورة الثانية عشرة للمجلس التأسيسي حول الحفريات الإسرائيلية في القدس
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 888- 890 "

          وبحجة كشف حائط المبكى الذي لم يكن يتجاوز الجزء المكشوف منه عند الاحتلال اليهودي في حزيران ( يونيو ) 1967 خمسين مترا أقدمت السلطات اليهودية على هدم أربعة عشر عقارا من بينها الزاوية الفخرية وهي مقر المفتي الشافعي.

          وفي 20 / 6 / 1969 م صادر اليهود سبعة عشر عقارا ملاصقا لجدار المسجد الأقصى، تضم عمارة تاريخية هي: " المدرسة التنكيزية " التي كانت مركزا للمحكمة الشرعية الإسلامية وتعتبر مصادرتها خطوة لتطويق الحرم الشريف وتسهيل الدخول إليه.

          وتتركز أعمال الحفر في هذه المنطقة الآن في " المدرسة التنكيزية "، وقد أدت الحفريات فيها إلى كشف حوالي مئة متر من جدار الحرم الشريف ( المسجد الأقصى ) باتجاه باب السلسلة، وتتجه الحفريات الآن تحت أبنية باب السلسلة ويعتقد بأنها وصلت إلى قرب باب الحديد.

          ولا شك في أن أطماع اليهود ليس لها حد، فإنهم ينوون توسيع كشف الجدار الغربي للحرم الشريف من باب السلسلة جنوبا حتى باب علاء الدين ( باب المجلس الإسلامي الأعلى) شمالا، وإن تحقيق هذا الهدف يستدعي أن يستولي اليهود، سواء عن طريق الاستمساك أو المصادرة أو تصديع المباني نتيجة للحفريات التي يقومون بها، على جميع أملاك الأوقاف الإسلامية في المنطقة وهي تشتمل على حوالي ثلاثمائة عقار وخمسة أبواب من أبواب الحرم الشريف هي باب السلسلة وباب المطهرة وباب القطانين وباب الحديد، وباب علاء الدين البصري، كما تشتمل على مسجدين وسوق عربية أثرية ( سوق القطانين ). ويقطن في هذه المنطقة حوالي ثلاثة آلاف مسلم ليكون مصيرهم مصير إخوانهم الآخرين من التشتت والتشرد والتصفية.

          ومما يدمي القلوب أن منطقة المحكمة الشرعية قد أصبحت مكانا يزاول فيه رجال الدين اليهود العبادة وكأنهم في كنيستهم.

          ولا بد من استرعاء النظرإلى أن حائط ( المبكى ) الذي يتذرع به اليهود لمواصلة أعمال الحفر على امتداده هو الجزء الغربي لجدار الحرم الشريف. وقد أكد ذلك التقرير الذي وضعته لجنة البراق الدولية التي تشكلت بقرار من مجلس عصبة الأمم في 14 / 1 / 1930 على إثر الثورة المعروفة بثورة البراق عام 1929، وقد نص هذا التقرير على ما يلي: " للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف الإسلامي. وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفا حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير ".

          ثم إن مؤتمر العالم الإسلامي يؤكد أن ( حائط المبكى ) بدعة ابتدعها زعماء اليهود ( لربط اليهود في أنحاء العالم بمركز يبكون على ما وراءه بغية تجميعهم في فلسطين لإعادة بناء الهيكل في القدس. وليس أدل على استغلال الزعماء اليهود لحائط المبكى وإضفاء الطابع السياسي عليه من خلو ( الانسايكلوبيديا اليهودية ) المنشورة عام 1901 من أية إشارة إلى هذا الحائط، في حين أن الانسايكلوبيديا اليهودية العالمية التي نشرت عام 1939 تضمنت مادة عن الحائط المذكور مع اسمه اليهودي.

          ويسترعي مؤتمر العالم الإسلامي النظر إلى أن ما يقوم به اليهود في مدينة القدس من حفريات، وما تؤدي إليه هذه الحفريات من تشعث المباني وإخلائها من سكانها وما يقومون به من هدم المساكن والمساجد والمدارس وأملاك الأوقاف الإسلامية بحجة استكمال الحفريات، هي إجراءات لتغيير وضع القدس من عربية إسلامية إلى يهودية.

          ولقد نصت القرارات التالية على اعتبار جميع التدابير والأعمال التي اتخذتها إسرائيل والمؤدية إلى تغييرالوضع القانوني لمدينة القدس باطلة لا يمكن أن تغير من وضعها، ودعت هذه القرارات إسرائيل إلى الكف عن جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى مثل هذا التغيير.
          1 - قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2253 الصادر في 4 / 7 / 1967.
          2 - قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2254 الصادر في 14 / 7 / 1967.
          3 - قرار مجلس الأمن الدولي رقم 252 الصادر في 21 / 5 / 1968.
          4 - قرار مجلس الأمن الدولي رقم 267 الصادر في 3 / 7 / 1969.

<2>