إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) رسالة الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب حول ما يتردد عن اقتراح لإقامة دولة فلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 243 - 246 "

أملا في اصطلاح امرها، الا انه بسبب ذلك الاحجام ونتيجة لسوء الفهم أو السطحية، أو بسبب قيام آراء واتجاهات نجهلها ونود معرفتها وكشف أبعادها، فقد وصل الامر في عالمنا العربي الى المرحلة التي قدرنا أن العدو يخطط لبلوغها في وجه تضحياتنا المستمرة واصرارنا على الصمود وعدم الرضوخ لما يريده العدو من استسلام.

          وهكذا تم الالتقاء بمخطط العدو واخذت الضغوط المادية والمعنوية تفعل فعلها على حساب قدرة الاردن في بناء القوة او الاستمرار في بنائها وتؤثر اثرها في اضعاف الوحدة الوطنية في الاردن أكثر وأكثر وهو ما نقاومه بكل طاقاتنا وامكاناتنا.

          في وجه ذلك كله وازاء ما يطرحه من ظلال قائمة الواقع القائم والمستقبل المرتقب، فاني استأذن اخي في ان أعيد توكيد ما يلي:

          أ - ان قبول حكومة المملكة الاردنية الهاشمية بقرار مجلس الامن الدولي الصادر بتاريخ 22 تشرين - الثاني ( نوفمبر ) 1967 لم يكن خطوة انفرادية قامت بها الحكومة، وانما هو جاء منسجما مع قرارات مؤتمر القمة العربي بالخرطوم وفي اطار رأي عربي موحد، ترك للجمهورية العربية المتحدة والاردن العمل في سائر المجالات والميادين لازالة اثار عدوان حزيران ( يونيو ) 1967.
          ب - لقد كان قبول الحكومة الاردنية بما يسمى بمبادرة - روجرز - أو مقترحاته، انسجاما مع موقف الجمهورية العربية المتحدة منه وتأكيدا لتمسك الاردن بوحدة العمل السياسي مع الشقيقة العربية المتحدة، الذي يشكل جزءا من وحدة النضال للبلدين وللامة العربية ذات المصير الواحد والاهداف الواحدة، والتي تقف الجمهورية العربية فيها كاقواها مثلما تقف مع الاردن في طليعة الصفوف المواجهة للخطر والعدوان.
          جـ - ان القناعة الاردنية الاولى حول القضية الفلسطينية هي انها قضية قومية لا يجوز لاية دولة عربية أن تنفرد باي حل او تسوية لها. وهي قناعة يولدها الايمان بقومية المعركة ضد العدو الصهيوني المشترك. على أن هذه الهوية المقدسة للقضية والمعركة لا تمنع من أن يكون دور الشعب الفلسطيني في الصراع العربي الصهيوني، دور الطليعة وسنان الرمح.
          د - ان البحث في حق الشعب الفلسطيني في الارض السليبة شيء، وتحديد دوره النضالي لاسترداد ذلك الحق شيء آخر، ففي الوقت الذي يرى فيه الاردن ان للشعب الفلسطيني حقه الكامل وغير المنقوص في تحرير أرضه ووطنه وتقرير مصيره، فان الاردن يرى أيضا أنه ليس من الشجاعة ولا من التضحية في شيء ترك الشعب الفلسطيني وحيدا بمواجهة اسرائيل والصهيونية العالمية، بدولة أو بدون دولة على حد سواء، ولكن الاردن يرى الى جانب ذلك كله ان من العار ان يساعد العرب اعداءهم على تجاهل قرارات الامم المتحدة التي تشكل ضمانا معقولا لحقوق الشعب الفلسطيني واسقاط المسؤولية التي ترتبها تلك القرارات على الاعداء، واللجوء الى حل موهوم يجيء هذه المرة على حساب الشعب العربي في الاردن والامة العربية في وطنها الكبير.
          هـ - لقد أعلنا أكثر من مرة عن عزمنا على دعوة الشعب الفلسطيني الى تقرير مصيره بنفسه عندما نصل به ومعه ومع أشقائنا الى فجر التحرير، ولقد أكدنا اننا سنقبل ونبارك ونؤيد قرار الشعب واختياره لاسلوب الحكم ونظامه ومضمونه ومدى علاقته بالدولة في الاردن وغيرها من الدول العربية الشقيقة.

          ان الاردن الذي لم يبح لنفسه في يوم من الايام أن ينفرد في موقف أو خطوة تتعلق بالقضية الفلسطينية ومصيرها، يجد من العسير عليه قبول المبررات التي يمكن أن تتوافر لاية دولة عربية، عند اقدامها على أي موقف فردي أو خطوة منفردة تتصل بتلك القضية ومصيرها. واذا كان الموقف الاردني من القضية الفلسطينية يستند الى مجموعة من الحقائق الاساسية التي يلتقى حولها الرأي العربي كله ويتفق عليها، فإن الاردن يرى أن اي تبديل في تلك الحقائق أو تغيير المواقف القائمة عليها، ينبغي ان يجيء نتيجة لبحث مشترك دقيق وعميق وواضح يجري على أعلى مستويات المسؤولية وليس نتيجة لاتصالات أو ترتيبات جانبية مكتومة تتحرك على استحياء في الظلام. أن تصوري للاطار الذي سيحكم مثل ذلك البحث هو انه سيفضي الى اتباع أحد طريقين:

          1 - الوقوف من الاردن وقفة اخوة حقة بكل ما تمليه كلمة الاخوة من وفاء واخلاص ودعم ومساندة وهي وقفة أن كان من الواجب اتخاذها من قبل الجميع انطلاقا من الاعتبارات القومية المقدسة، فان مما يضاعف الحاجة اليها وجوب العمل على تمكين الاردن من مداواة جراح شعبه ، حقا وتوحيد صفوف هذا الشعب والاستمرار في بناء القوة ضمانا لاستمرار الصمود وتصاعده، ليتمكن الاردن من النهوض بالاعباء التي يفرضها التحرك السياسي الذي يجري بالتنسيق مع الجمهورية العربية المتحدة لاستعادة الضفة الغربية وتحرير الارض العربية المغتصبة في حزيران ( يونيو ) 1967 وتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 - وكذلك العمل على استعادة الشعب الفلسطيني حقه وفقا لقرارات الامم المتحدة وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه عند ذلك.

          2 - انشاء كيان فلسطيني أو جبهة تحرير فلسطينية.

<3>