إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) رسالة الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب حول ما يتردد عن اقتراح لإقامة دولة فلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 243 - 246 "

وفي هذه الحالة فان مصلحة القضية نفسها تفرض أن يكون ذلك الكيان وتلك الجبهة فلسطينية الدم والعقل والروح، فلسطينية المنشأ والانتماء، ولا تعكس شيئا من التناقضات العربية والعالمية أو تسمح بتقنعها وتسترها بالراية الفلسطينية، والا فان النتيجة المحتومة ستكون الضياع التام والفشل الذريع السريع. وعلى الرغم من ان أخطارا لا حصر لها تعترض سبيل ابراز فكرة كهذه الى حيز الوجود، وعلى الرغم من شعورنا بان مجرد التفكير بذلك ينطوي على نوع من التخلي عن شعب فلسطين وقضيته في وجه احتلال مفروض على فلسطين برمتها وعلى أراض عربية اخرى، وعلى الرغم من الصعوبات الحقيقية التي تعترض قيام هيئة تمثل الفلسطينيين تمثيلا صحيحا طالما وأن الالوف المؤلفة من أبناء فلسطين تعيش في الارض المحتلة وكثيرين آخرين يعيشون دوامة التناقضات العربية والعالمية، على الرغم من كل ذلك فان الاردن على استعداد للاعتراف بمثل هذه الهيئة اذا كان هذا هو اتجاه الامة العربية من جهة، واذا كان ذلك يعكس رأي أبناء القضية الفلسطينيين من جهة اخرى. وقبل هذا ذاك اذا اقتنع العرب بامكانية ظهور هذا التشكيل وجدواه بالرغم من مخاطره على القضية، وبالرغم من المخاوف التي أشرت اليها، واذا قبل العرب تحمل مسؤوليات اظهار ذلك التشكيل وتبعاته. وفي تلك الحالة فاننا سنقف في الطليعة شأننا دائما مساندة لذلك التشكيل ودعما له حتى يتمكن من حمل أعباء العمل السياسي والعسكري على حد سواء.

          وعليه فإني وفي الوقت الذي أرى فيه أن مثل هذا البحث ينبغي ان يجري في لقاء على مستوى القمة العربية فاني أؤكد استعدادي لحضور ذلك اللقاء متى وقع وحيثما التأم. ويقينا ان خطورة الوضع الحاضر وفداحة المسؤولية التي نحملها جميعا تجاه أمتنا وقضيتنا تجعلان من المحتوم علينا العمل على تحقيق ذلك اللقاء في أقرب وقت ممكن.

          والله نسأل أن يسدد خطانا ويهدينا سواء السبيل.


<4>