إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان حول توقع حوادث جديدة في مخطط تصفية الثورة الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 1078- 1079 "

بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في
لبنان حول توقع حوادث جديدة في مخطط تصفية الثورة
الفلسطينية.

بيروت، 17 / 12 / 1970

 

( النهار، بيروت، 18 / 12 / 1970 )

          يا جماهير شعبنا المناضل،
          أيها المقاتلون الشجعان،
          لم يبق من مجال للشك في أن المؤامرة الإجرامية الكبرى لتصفية الثورة الفلسطينية تمهيدا لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، قد أصبحت واضحة مكشوفة بعد انفضاح حلقاتها الواحدة تلو الأخرى.

          وإن الشجاعة الأدبية والرجولة الثورية تحتمان علينا جميعا، مسؤولين ومواطنين ومقاتلين، أن نعترف بأن المؤامرة، برغم كل محاولات تطويقها وبرغم كل تضحياتنا، لا تزال مستمرة وفي تصاعد خطير.

          وليس ما جرى في الأردن، حيث ذبح الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء في معارك المواجهة المباشرة، إلا الحلقة الأولى من مسلسل المؤامرة الموضوعة بتنسيق تام بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة والعملاء في السلطة الأردنية من جهة أخرى.

          ولما استطاع شعبنا البطل بصموده المجيد وشجاعة مقاتليه الأشاوس أن يفضح السلطة العميلة وأن يعريها أمام الرأي العام العربي، عند أعداء الثورة السائرون في ركاب الانهزامية والاستسلام إلى حلقة جديدة تعتمد الخبث والمكر والخديعة. فبدأت حملة التضليل للإيقاع بين الأردني والفلسطيني وتعبئة الأخ ضد أخيه، ثم نشر فيض الإشاعات المغرضة ونصب الأفخاخ القذرة، كل هذا بقصد تصعيد الأزمة الدموية وتيئيس الجماهير ودفعها إلى القبول بالحلول التصفوية التي هي الهدف النهائي لهذه المؤامرة.

          وكان آخر مآسينا حمام الدم في جرش الباسلة حيث تعرض الآمنون فيها لعملية ذبح لا مبرر لها سوى شهوة العملاء في التعجيل للوصول إلى الاستسلام النهائي للتحالف الصهيوني الامبريالي الرجعي.

          وكما قلنا إن المؤامرة لا تزال مستمرة برغم كل الجهود المبذولة عربيا وفلسطينيا الأمر الذي يستدعي وقفة جماهيرية عربية جازمة للحيلولة دون الاستمرار في مخطط الخيانة كما يستدعي وقفة فلسطينية ثورية تحدد أبعاد المؤامرة وأساليب التصدي لها.

          يا جماهير شعبنا الصامد الصابر،
          يا قواعد حركة المقاومة المناضلة،
          إن اللجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، التي كانت ولا تزال تراقب عن كثب وباهتمام بالغ ساحة العمل الفلسطيني في لبنان بقصد تجنيب الثورة أي منزلق يستهدف الإيقاع بينها وبين السلطة في لبنان، والتي اتخذت من أجل ذلك مجموعة من القرارات الاحترازية الهادفة إلى نزع كل ما يمكن اتخاذه ذريعة للإيقاع بين الثورة والسلطة، إن هذه اللجنة يهمها في هذه المرحلة الشديدة الحرج أن تنبه وأن تحذر جماهير شعبنا وبشكل خاص قواعد الثورة من مناضلين ومقاتلين إلى ما يأتي:
          أولا - لقد تأكدت اللجنة السياسية أن القوى المعادية للثورة بدأت في الأسابيع القليلة الماضية محاولات متعددة لمد نشاطها إلى الساحة اللبنانية، كما تأكدت من وصول عدد من العناصر العميلة والمعروفة باتصالاتها الوطيدة بالدوائر الاستعمارية إلى العاصمة اللبنانية، وذلك تمهيدا لتحريك الأجواء المتوترة وخلق مناخ مضاد للثورة. وهذا يستدعي اليقظة والحذر الدائمين ولا سيما في معسكرات الفلسطينيين.

          ثانيا - لاحظت اللجنة السياسية أن القوى المعادية للثورة تسعى سعيا حثيثا إلى خلق جو من التوتر بين فصائل المقاومة عن طريق إشاعات خبيثة تستهدف هز الثقة العميقة بين هذه الفصائل تمهيدا لمؤامرة جديدة تبلبل الصفوف وتفرض على الأخوة في الثورة والمصير جوا إرهابيا مريبا تمزقه الشكوك.

          لذلك فإن اللجنة السياسية وهي تحذر وتنبه جميع المناضلين الفلسطينيين تعلن، وهي الممثلة لأعلى قيادات الكفاح المسلح في الساحة اللبنانية، أن تعزيز روح الأخوة والرفقة بين كل المنظمات، والنضال من أجل الوحدة الوطنية، هما شعار هذه المرحلة الملحة، وعلى جميع المناضلين أن يركزوا على هذا الشعار قولا وعملا وأن يعملوا كجسم واحد وفصيلة واحدة ونبذ كل الاتجاهات القبلية الضيقة التي يحاول أعداؤنا تزكيتها وتقويتها.

          ثالثا - تعلن اللجنة السياسية أن الشعار الذي يلي شعار الوحدة الوطنية ولا يقل عنه أهمية وخطورة هو شعار التآخي الوثيق بين الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني. ولذلك فإن أية مخالفة أو خطأ من جانبنا أو من جانب إخواننا اللبنانيين يجب أن نسارع إلى تفاديه ومعالجته في حال حدوثه وفي إطار وحدة الشعبين وروح الأخوة العربية. وإذا كانت اللجنة السياسية العليا ترى

<1>