رسالة الرئيس شارل حلو، إلى الرئيس جمال عبد الناصر، رداً على رسالة عبد الناصر إليه
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 434"

رسالة الرئيس شارل حلو، إلى الرئيس جمال عبد الناصر،
رداً على رسالة الرئيس عبد الناصر إليه

         الأخ الرئيس جمال عبد الناصر
         رئيس الجمهورية العربية المتحدة
         لقد نقل إلي سفيركم، السيد إبراهيم صبري، رسالتكم المؤرخة اليوم 22/10/1969، والمتعلقة بالاصطدامات المسلحة التي وقعت بين الجيش اللبناني وإخواننا من قوات المقاومة الفلسطينية، تلك الاصطدامات التي آلمتنا وأدمت قلوبنا جميعا.

         وإذ أشكر لكم اهتمامكم الدائم بالقضايا العربية المصيرية وتحملكم المسؤوليات الجسام كلما اقتضت المصلحة العربية المشتركة، لا يسعني إلا أن أعرب عن أسفي لعدم بروز الوقائع أمام الرأي العام العربي بوضوح كاف. وإن لبنان، ثقة منه بسلامة نواياه وسلامة تصرفه، يرغب رغبة صادقة بعرض الأمور على حقيقتها بغية الوصول، بالتعاون الأخوي المخلص مع أشقائه العرب، إلى الحلول التي تؤمن مصلحة العرب جميعا، وتؤدي إلى النصر المبين، وإلى إحقاق الحق.

         لذلك، كلفنا سفيرنا لديكم أن يطلع سيادتكم على تفاصيل الموقف، وما يكتنفه من جو إجمالي في آن معا، كما وفرنا لسفيركم في لبنان المعلومات المفصلة ليقوم بنقلها إليكم. وإنا على أتم الاستعداد لبذل قصارى الجهود لدى سائر الدول الشقيقة، مجتمعة أم منفردة، لاطلاعها على حقائق الأمور.

         وفيما نواصل الحوار مع منظمات المقاومة الفلسطينية، وتتخذ التدابير التي من شأنها أن تخفف من حدة الأزمة، نعلن ان لبنان ما يزال - كما كان دائما - يعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى. وهو يؤمن بأن الصراع المصيري الذي يخوضه العرب يفرض على كل دولة عربية أن تساعد على جمع الشمل وتوحيد الكلمة، وأن تسهم في كل خطة مشتركة من أجل كسب المعركة. كما يؤمن، إيمانا كليا، بضرورة التعاون الأخوي المخلص، بحيث تصبح كل مشكلة تعرض فرصة لتآزر الأشقاء وشد أواصر الروابط فيما بينهم. ففي هذا التعاون الإيجابي خير ضمانة لكل دولة عربية، وخير إطار تتحقق فيه الفعالية الكبرى للكفاح الذي نخوضه جميعا، ويخوضه معنا الشعب الفلسطيني الشقيق.

         وتفضلوا بقبول أصدق تمنياتي لكم بالسعادة والتوفيق.

<1>