إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



بيان لناطق عسكري لبناني حول اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 433"

بيان لناطق عسكري لبناني حول اشتباكات مسلحة وقعت
ما بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين.

 

بيروت، 22/10/ 1969

(الأنوار، بيروت، 23/10/1969)

 

         وقعت خلال الأيام القليلة الماضية حوادث مؤلمة بين الجيش والفدائيين في منطقة الحدود الجنوبية. وقد تمسكت السلطة العسكرية حتى اليوم بالسرية التامة حيالها انسجاما مع مبدأ التفاهم مع المنظمات الفدائية حول وجوب الامتناع عن نشر المعلومات التي من شأنها إفساح المجال أمام الإساءة والاستغلال والإثارة.
         والمؤسف أنه في الوقت الذي تمسكت فيه السلطة العسكرية بهذا المبدأ، لم تتقيد به الجهات الأخرى، بل جرى تضخيم الحوادث بشكل لا يتفق والحقيقة الأمر الذي جعل السلطة تبادر إلى إيضاح الوقائع بتفاصيلها.

         لقد جرى التفاهم مع الممثلين عن المنظمات الفدائية حول الأسباب التي تمنع السلطات المسؤولة من السماح للفدائيين بالتمركز في مناطق الحدود، وفي طليعة هذه الأسباب أن هذه المناطق آهلة بالسكان حيث تنشط الحياة اجتماعيا واقتصاديا ولا يجوز بالتالي تعريضها لأي خطر قد يصيب المواطنين الآمنين بأضرار وخسائر في الأرواح دون مبرر. ورغم ذلك فقد فوجئت السلطة يوم الأربعاء في 15 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بمحاولة ما يزيد على الـ 20 فدائيا تركيز قاعدة لهم في خراج قريتي مجدل سلم وشقرا. وقد بدا أنها فئة غير مسؤولة تسعى للإيقاع بين السلطة ومنظمات الفدائيين. وعلى الفور أصدرت السلطات المختصة أوامرها بالتطويق، وأجرت الاتصالات مع المسؤولين في منظمة التحرير ومكتب "فتح" لاطلاعهم على ذلك فنفت المنظمة ومكتب "فتح علمهما بالأمر.

         عندئذ قامت السلطة بالاتصال مع المسؤولين الفلسطينيين في بعض العواصم العربية، ولكن دون جدوى، الأمر الذي جعل السلطة العسكرية تبادر إلى إحكام الطوق، فما كان من الفدائيين إلا أن أطلقوا النار على الجنود فأصيب جندي واثنان من المواطنين من أهالي قرية مجدل سلم. عندئذ كررت السلطة محاولة الاتصال مع المسؤولين الفلسطينيين للتحذير من عواقب سيئة، ورغم ذلك وتفاديا لوقوع ضحايا أعطيت الأوامر للجنود بتوسيع الطوق لإفساح المجال أمام المزيد من الاتصالات لعلها تثمر بتفادي المواجهة المسلحة. غير أن الفدائيين استمروا في إطلاق النار بعد أن تمركزوا في القرية واتخذوا من نوافذ المنازل متاريس لاستحكاماتهم، فكان أن قتل الجندي كامل احمد عدرا من مزرعة الخوخ في عكار وأصيب المعاون أول حسين أيوب والرقيب أول يوسف طنوس وكانت جراح الأول خطرة، وقتل فدائي واحد.

         من هنا كان لا بد للسلطة من القيام بعمل حاسم خاصة بعد اشتداد نيران الفدائيين بإلقاء القبض عليهم، فجرى الاصطدام المؤسف يوم الاثنين في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، مما أدى إلى مقتل الجندي محمد علي حمود من قرية حنطة في البقاع وجرح كل من الرقيب نقولا أبو حيدر، والجنديين ميلاد شبيب ويوسف سعيد، كما قتل أربعة من الفدائيين سلموا لمنظمة "فتح" وجرح ستة آخرون نقلوا فورا إلى المستشفى العسكري في تبنين حيث قدمت لهم الإسعافات وما يزالون قيد المعالجة.

         إن السلطة لم تلجأ إلى استخدام الأسلحة الثقيلة كما ذكرت بعض المصادر المغرضة، بل على العكس فقد استنفذت خلال خمسة أيام بكاملها جميع الطرق والوسائل لتحاشي الاصطدام وتجنب إراقة الدماء وبذلت المستطاع في هذا السبيل، وهى ترجو المواطنين التروي واستقصاء الحقائق، كما إنها ما تزال تجري اتصالاتها مع المسؤولين في المنظمات الفدائية لمعالجة الموقف، لأن نيران الجنود والفدائيين الفلسطينيين يجب أن تطلق في اتجاه واحد نحو العدو المشترك.


<1>