إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



بيان الأحزاب والقوى التقدمية اللبنانية واللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان حول حوادث الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 436 - 437"

بيان الأحزاب والقوى التقدمية اللبنانية واللجنة السياسية
العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان حول حوادث الأردن.

10/6/1970

 

(الأخبار، بيروت، 14/6/1970)

         يا جماهير شعبنا في لبنان،
         الأحداث الدامية التي تجري في هذه الأيام على أرض الأردن، هي حلقة جديدة من التآمر الإمبريالي الرجعي الصهيوني الذي يستهدف الآن، بصورة أكثر وضوحا من ذي قبل من خلال بوادر ودلائل كثيرة تؤكد ان مؤامرة الحل الاستسلامي أصبحت على أبواب التنفيذ، يستهدف تصفية حركة المقاومة الفلسطينية وضرب تلاحمها مع الجماهير العربية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.

         لقد سقط العشرات من الشهداء في هذه الهجمة الجديدة الشرسة التي تقوم بها الرجعية الأردنية، وتعمد بالدم، من جديد، تلاحم الثورة الفلسطينية مع الجماهير العربية في الأردن. وأثبتت جماهيرنا العربية انها قادرة على التصدي ببطولة لتآمر الرجعية وحماية الثورة الفلسطينية والدفاع عنها بوجه أعدائها الشرسين.

         يا جماهير شعبنا،
         لم يكن مستغربا قط أن تجري هذه الحلقة الجديدة من التآمر في الوقت الذي أنهى فيه المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعاته باتخاذ قرارات هامة تعزز من وحدة حركة المقاومة ومن تلاحمها مع الجماهير الشعبية في كافة الأقطار العربية ولا سيما في الأردن ولبنان. فان الرجعية العربية التي تتحين الفرص للانقضاض على الثورة الفلسطينية تدرك جيدا، بأن أية خطوة على طريق تعزيز وحدة حركة المقاومة وتلاحمها مع الجماهير العربية من شأنها ان تضرب الإمكانيات في المستقبل لتصفية العمل الفدائي وفرض الحلول الاستسلامية والتصفوية للقضية الفلسطينية.

         وإذا كانت الجماهير الفلسطينية والأردنية قد استطاعت، هذه المرة كذلك، ان تفرض على الرجعية التراجع وان يجري الاتفاق على وقف اطلاق النار، فان من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، التحلي بالمزيد من الحذر واليقظة، لأن الطبيعة الشرسة لهذه المعركة تؤكد ان المخطط التآمري لم ينته، وانه لا بد من الإعداد للمواجهات المحتملة، ليس فقط على أرض الأردن، بل كذلك على أرض لبنان. فقوى الرجعية التي تدعمها الامبريالية العالمية، لم توقف نشاطها لحظة واحدة. وفي كل يوم نشهد استفزازا جديدا يمهد لاستفزاز آخر.

         ان ذلك يجري بالطبع، بالارتباط الوثيق مع ما نشهده من تزايد في التآمر الاميركي على مجمل الحركة التحررية العربية، ولا سيما بالارتباط مع اتجاه حكومة نيكسون لتزويد اسرائيل بمزيد من الطائرات والأسلحة، بعد الضربات التي أصيبت بها على مختلف جبهات المواجهة، بما في ذلك داخل الأرض المحتلة.

         ان القوى التقدمية العربية مدعوة لتحمل مسؤولياتها تجاه المؤامرة الخطيرة المرسومة لتصفية حركة المقاومة، وان أول ما يتوجب على هذه القوى ان تتوجه للجماهير من أجل فضح هذه المؤامرة الامبريالية الصهيونية الرجعية وإحباطها.

         ان القوى التقدمية والوطنية اللبنانية، على اختلاف أحزابها وفئاتها المتلاحمة مع حركة المقاومة الفلسطينية انما تواجه معركة واحدة ومصيرا واحدا. وهي تتوجه، من لبنان، إلى كافة فصائل المقاومة والقوى التقدمية الوطنية في الأردن، في هذه الظروف الصعبة، بتحية الاكبار والتقدير للبطولة التي واجهت بها المؤامرة الشرسة، معلنة تضامن الجماهير اللبنانية والفلسطينية هنا مع الجماهير الفلسطينية والأردنية التي تتصدى للهجمة المرجعية المجرمة بثبات، مستنكرة بحزم وقوة المجزرة الجديدة. وهي تؤكد انها ستواجه متضامنة متلاحمة بكل تصميم وحزم أية محاولة تآمرية جديدة تقوم بها الرجعية في أي مكان ضد حركة المقاومة وحركة الجماهير الشعبية.

         فليسقط التآمر الرجعي الامبريالي الصهيوني ضد حركة المقاومة وضد القضية الفلسطينية.
         فلتسقط كافة الحلول الاستسلامية والتصفوية.
         عاش تلاحم الجماهير العربية مع حركة المقاومة الفلسطينية.
         المجد والخلود للشهداء الذين افتدوا الثورة بدمائهم.


<1>