إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان مصدر مصري مسؤول حول أحداث لبنان
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 575 - 576 "

الى غيرهما من الاهداف.

          فأما بالنسبة للشق الاول، فالواضح لمصر، كما هو واضح للامة العربية جميعا وللعالم الخارجي كذلك، ان اللبناني، مسلما او مسيحيا، هو الذي صنع الصيغة اللبنانية التي قام عليها استقلال لبنان، وعاش على اساسها لبنان دولة عربية مستقلة ذات سيادة، وازدهر في اطارها وضعه، وصهرت احداثه المسلم والمسيحي معا في بوتقة لبنان الاصيلة.

          ومن هذا المنطلق، فعلى ابناء لبنان ان يجلسوا ليروا مدى الحاجة لتعديل الصيغة وأبعاد هذا التعديل، على ان يتم ذلك عن طريق حوار هدفه الحفاظ على لبنان العربي بأهله ولاهله، دون تدخل خارجي، عربي او اجنبي.

          واما بالنسبة للشق الثاني، وهو الوضع اللبناني الفلسطيني، فمصر، كما هو معروف عنها، تفضل الصراحة في معالجة الامور ومواجهة الحقائق. ومصر، بادئ ذي بدء، لا ترى، اطلاقا، سببا للتخريب واراقة الدماء. وان كان ثمة سبب، فهو غير مقبول لمصر ولا للامة العربية، بل لا يمكن ان يقبله اللبنانيون جميعا. اذ ان نتيجة التخريب واراقة الدماء والدمار، لم تكن الا زلزالا كاد ان يذهب ضحيته المسلم والمسيحي في لبنان ومعهما لبنان نفسه. وقد توقع الرئيس السادات كل هذا منذ ان كان بالرياض في نيسان [ابريل] الماضي، عندما وصف الموقف في لبنان بأنه نار تحت رماد. وصدق حسه السياسي، واشتعلت النار بالفعل.

          هذا هو التشخيص السياسي للموقف في لبنان، دون الدخول في متاهات او فلسفات، او الانجرار تحت شعارات.

          ومصر دائما تعالج اي مشكلة من واقع مسؤولياتها ومنطلق حرصها على الصالح العربي في مجموعه، وعلى مصالح اي شعب عربي، بصرف النظر عن مكوناته، حفاظا على استقلال الدول العربية وحرمة اراضيها.

          ومن ثم، فان مصر تضع جانبا كل ما تم او حدث، وتراه جزءا من عملية سادها سوء التقدير وسوء التصرف بأبعاد مختلفة ومن عناصر مختلفة داخل لبنان وخارجه، عربيا واجنبيا.

          ومصر تنظر الى المستقبل بمعنى ان الذي يعنيها الآن، والذي يعني الامة العربية بالضرورة، هو نظرة الى مستقبل لبنان. وترى مصر ان الحل يكمن في مقومات ومبادئ سياسية تعتبر اطارا لاي تسوية تؤدي الى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والكيان اللبناني، ودور لبنان كشعب عربي مستقل ذي سيادة.

          فأولا - تطالب مصر بتنظيم حمل السلاح في المدن اللبنانية.

          وثانيا- تصر مصر على استخدام الحوار بدلا من السلاح في لبنان، الذي كان يعطي المثل لغيره في تسوية اموره بالحوار.

<2>