إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نداء زعماء الجبهة اللبنانية إلى الملوك والرؤساء العرب بشأن تنفيذ اتفاقية القاهرة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 13، ط 1، ص 123 - 124 "

          كل هذه المقررات، اصلية وملحقة، عادت، بعد اسبوع، فاقترنت بموافقة واقرار الملوك والامراء والرؤساء العرب، جميعهم، في قمة القاهرة.

          ولقد بات اللبنانيون، والمراقبون الدوليون من ورائهم، يعدون التسعين يوما، ثم الخمسة والاربعين، ليروا بأم عيونهم واقع تنفيذ اتفاقية القاهرة " لا سيما لجهة وجود الاسلحة والذخائر في المخيمات، ولجهة خروج القوات الفلسطينية المسلحة التي دخلت الى لبنان بعد بدء الاحداث ".

          ايها السادة الملوك والامراء والرؤساء،

          ها ان التسعين يوما قد انقضت معها الخمسة والاربعون، واتفاقية القاهرة جاثمة على صدور اللبنانيين لا تنفذ. ما من شك، عند اللبنانيين والمراقبين الدوليين، ان قمة الرياض السداسية، وقمة القاهرة الموسعة، لم تنعقدا، في حينهما، للسلوى، أو للايهام، أو للتخدير بل " حرصا من المؤتمرين على توفير الضمانات اللازمة لاستقرار الحياة الطبيعية في لبنان، والحفاظ على مؤسساته السياسية والاقتصادية وصيانة سيادته " على ما جاء في مقدمة البيان الختامي.

          فما الذي حال دون تنفيذ المقررات؟

          أهو اعتقاد أجل بدل اعتقادا كانت قد نتجت عنه هذه المقررات، فكان وكأنه تراجع عن خطأ؟

          أم هو قصور في التنفيذ مقصود بحكم المراعاة، أو محتوم بحكم عدم القدرة؟

          أم هي حكمة تغيب عن مدارك اللبنانيين والمراقبين معا ؟

          الطرف الآخر من طرفي النزاع على ارض لبنان، الطرف الفلسطيني، كان حاضرا. وقبل بما قرر واعلن.

          اللجنة الرباعية التي تضم ممثلين عن السعودية ومصر وسورية والكويت كانت، هي ايضا، حاضرة بحضور رؤسائها: جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، سيادة الرئيس محمد أنور السادات، سيادة الرئيس حافظ الاسد، وسمو الامير الشيخ صباح السالم الصباح. وقد كانوا من الذين قرروا واعلنوا.

          فلماذا الطرف الفلسطيني بالذات لا يخضع لقرار اتخذ بحضوره؟ بل شارك هو في اتخاذه ؟

          ثم لماذا اعضاء اللجنة الرباعية لا يجمعون في لبنان على ما كان اجمع عليه رؤساؤهم في الرياض وفي القاهرة؟

          ولماذا، والمهل المحددة في البيان الختامي وفي الجدول الملحق، تنصرم وتنقضي وتبقى اتفاقية القاهرة مجمدة لا يمشي زمانها؟

          ولماذا اخيرا، قوة الردع تجزع ولا تردع؟

          ايها السادة اصحاب الجلالة والسمو والسيادة، اللبنانيون ما زالوا ينظرون اليكم ككبار بين الاشقاء، واكابر الناس ينظرون اليكم كطاقة كبرى في عالم باتت طريقه قفزا الى الارتقاء. فان اعطيت مقرراتكم قوة من قوتكم، وساندتم تنفيذها بعناد، بقيت الأخوة اخوة، وبقيتم انتم تلك الطاقة الكبري في نظر العالم.

<2>