إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان حزب الكتائب اللبنانية حول موقفة من الأزمة اللبنانية واستمرارها والتوطين والتجديد لقوات الردع العربية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ط1، ص 75 - 77 "

بيان حزب الكتائب اللبنانية حول موقفه من الازمة
اللبنانية واستمرارها والتوطين والتجديد لقوات الردع
العربية.

سيدة البير، 24 / 2 / 1979

( العمل، بيروت،
25 / 2 / 1979 )

         عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية، يوم السبت 24 شباط [ فبراير ] جلسة استثنائية، استعرض بخلالها أحوال البلاد في محاولة منه للخروج بها مما هي عليه من ترد وجمود، كما عالج ايضا بعض القضايا المتصلة بحياته الداخلية، وخلص الى اعلان ما يلي:

         اولا: يهم حزب الكتائب اللبنانية التذكير بأن ما يحدث في لبنان ليس حربا بين ابنائه بقدر ما هو امتداد لصراع اقليمي ودولي تأثروا به ودفعوا الثمن مضاعفا. فلا يصح بالتالي: تحميل التجربة اللبنانية مسؤولية حرب منافية لطبيعتها، واعتبارها السبب والعلة. وقد ثبت الآن ان ما تعرض له لبنان كان تهيئة لتوطين الفلسطينيين، او لتهيئة لبنان لهذا التوطين، بصرف النظر عما اذا كان الفلسطينيون يريدون ذلك او لا يريدونه.

         ثانيا: في ضوء هذه الحقيقة، ترى الكتائب ان لا مبرر للرجوع عن تجربة التعايش الاسلامي -  المسيحي واستبدالها بأية تجربة اخرى. وقد كانت من جملة ما تضرر في هذه الحرب وتأذى، ولم تكن هي الضارة والمؤذية، شأنها شأن كل المؤسسات التي تهدمت في الزلزال الكبير فوجب احياؤها.

         واستطرادا، ترى الكتائب ايضا ان معالجة الازمة اللبنانية من خلال تغيير طبيعة لبنان، او من خلال تغيير نظامه السياسي، او من خلال تقسيمه وتجزئته، معالجة تتم على هامش الداء. وقد بات واضحا ان كل هذه الصيغ والمشاريع، ان لم تكن موضوعة لتمرير " التوطين " او للاستيلاء على لبنان، جزءا بعد جزء، فهي، على الاقل، مستوحاة من اعتبار لبنان مستقرا للوجود الفلسطيني، مسلحا كان او غير مسلح. وفي مطلق الاحوال، انها تكرس واقعا احدثته الحرب ولم يقرره اللبنانيون، ولا اي فريق منهم، وهي سابقة خطرة ان يعتاد اللبنانيون على الخضوع للامر الواقع كلما كانت حرب، او كان زلزال، او كان اعتداء على الارض وافتئات من السيادة والاستقلال.

<1>