إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7- مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (6) محضر الجلسة الخامسة في 8 أبريل 1930
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 373 - 381"

هذه أن تظل مسئولية الدفاع عن القنال واقعة علينا وحدنا، إن لدينا رجالا دافعوا عن هذه المنطقة في الماضي وعرفوا طرائق الدفاع والهجوم عليها وليس عندكم من له أية خبرة في ذلك. فإذا كانت المسئولية واقعة علينا فلماذا لا نترك لنا كيفية تأدية هذا الواجب، إن فكرة حصر الجيوش في بقعة واحدة لا يمكن بحال من الأحوال أن تفي بالمرام لأنه لا يمكن مثلا وضع طيارات بحرية في القنطرة وإنما مكان تلك الطيارات في طرفي قنال السويس كما أنه لا يمكن إيجاد طيارات برية في بور فؤاد إلا بعد التجفيف ومع ذلك فإنها لا تفي بالغرض لأن الأرض هناك رملية وناعمة لا تصلح لذلك، يجب أن تذكروا أن مسألة راحة الجنود في المكانة الأولى من الأهمية، ولقد قضيت ستة أسابيع في القنطرة في أثناء الحرب وأتحدّى أي إنسان أن يعيش هناك أكثر من ذلك هذا إذا استطاع الخلاص من تلك المنطقة، كما أعتقد أنه لا يمكن مطلقا إدخال وسائل الراحة الكافية إلى القنطرة، وأرجو أن تذكروا كذلك الأموال الباهظة التي صرفت إلى الآن في الإسماعيلية وجوار السويس لأغراضنا الدفاعية. إني ألفت نظر الوفد إلى أن بريطانيا مسئولة عن سلامة قنال السويس لحيويته للإمبراطورية كما أن عليها الدفاع عن مصر إذا وقع اعتداء عليها، وأنتم تسلمون معنا بأن جنودكم لا تستطيع للقيام بذلك في الوقت الحاضر، ومصر والقنال معرضان للهجوم بريا وبحريا وجويا فليس من المعقول والحالة هذه أن تقيدونا بما تذكرون أنه مسألة قانونية أو دولية أو بما قاله، اللورد ملنر سنة 1920، إني أعترف بأن اللورد ملنر رجل عظيم ولكن لم يقل أحد إنه رجل حربي، لكل هذه الاعتبارات لا أرى سببا عمليا يمنع من قبول ما قدمناه لكم في المادة التاسعة.

         النحاس باشا - أستخلص من هذه المناقشات مقربا بعضها إلى بعض أن الغاية الأصلية هي ضمان الدفاع عن قناة السويس وهو ما نوافق عليه. وفي سبيل هذه الغاية اجتهدنا ونجتهد في أن نحقق هذا الغرض بطريقة عملية من غير أن نمس مسائل نظرية. فما هي غايتكم؟ أليست ضمان الدفاع عن قناة السويس. وإذا تم لكم ذلك فإنه يجبُّ كل شيء آخر. والتشدد فيما عداه لا يمكن تبريره بحال. هذا فضلا عن أن الغاية التي تنشدونها تتوافر بقيام مصر بالدفاع عن القنال وبقيام بريطانيا بمساعدتها في ذلك. ونحن لم نقل في صيغتنا شيئا مما عزاه إلينا لورد طومسون عن عجز الجيش المصري عن الدفاع عن القنال. بل قلنا إنه قد لا يقدر الآن على أن يصد بمفرده غارة أجنبية عن القنال. ولذلك يكون في حاجة إلى مساعدة الحليف. وقلنا إنه إلى أن يصبح قادرا بمفرده على الدفاع عن القنال حتى تأتي هذه المساعدة ترخص بوضع نقطة عسكرية على القنال. فيؤخذ من هذا أن بريطانيا ليست هي المسئولة وحدها عن الدفاع عن القنال بل هذه المسئولية واقعة علينا أولا، وعليها ثانيا بصفتها حليفة مساعدة لنا. لذلك تكون المنطقة العسكرية التي نعطيها لبريطانيا كافية لهذا الغرض كل الكفاية. ويجب أن تذكروا من ناحيتكم أن جيشنا لن يكون بمعزل عن القنال بل سيكون موجودا عليه فيتعاون الجيشان على حراسة القنال والدفاع عنه. وعندما نقول إن النقطة العسكرية الإنجليزية تكون في مكان كذا فالمفهوم أن الجيوش المصرية ستكون أيضا في الأماكن التي تحتاج إلى الدفاع. وأكرر ما لاحظته في مبدأ كلامي من أن الصيغة التي وصلتنا  

<5>