إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
(تابع) 8 - محادثات (إسماعيل صدقي - جون سيمون)

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 446 - 454"

         وأضاف قائلا إني أريد الآن أن أحدثك عن الاتفاق نفسه: إني أعتقد شخصيا أن مشروعي الاتفاق لسنتي 29 و30 يجب اتخاذهما أساسا للمفاوضات المقبلة. وهناك مسائل سلم بها كانتهاء الاحتلال البريطاني والتحالف بين البلدين والمساعدة على إلغاء الامتيازات وقبول مصر في عصبة الأمم غير أنه يجدر بي إبداء تحفظين اثنين: الأول خاص بالنقط العسكرية والثاني بالسودان - ويلوح لي أن السلطات الفنية عندنا لها بعض الطلبات فيما يتعلق بالترتيبات التي تتخذ لإقامة الجنود - فمن المسلم به أنها ستجلو عن المدن ولكن أين تعسكر؟ وهذه المسألة ما زالت تحتاج إلى المناقشات - أما بخصوص السودان فيجب في الاتفاق أن يدور حول مبدأ الاحتفاظ بالإدارة الحالية القائمة في السودان - فإذا ما سلم بهذا المبدأ فيمكن البحث عن الوسائل التي يستطاع بها المحافظة على مصالح مصر المعنوية والمادية في السودان.

         فأجبت أني لست الآن في مركز أستطيع فيه إبداء ملاحظات تفصيلية عن النقطتين اللتين أثارهما الوزير، لأننا لا نتفاوض الآن، غير أني لا أريد ترك هذه التحفظات تمر دون أن أصرح فيما يتعلق بالنقطة الأولى أن مصر لا تستطيع الرجوع إلى الوراء في المسائل الأساسية التي اكتسبتها وإني كما أتيح لي ذكره فيما تقدم لا يجوز إعادة البحث في المسائل التي تم الاتفاق عليها إلا لإيضاحها أو تحسينها - وأن الحكومة التي أتشرف برئاستها اليوم والتي بيدها مقاليد مصر، لهي أكثر الحكومات المصرية رغبة من قبول أقل مما سبق عرضه على الحكومات الأخرى. أما بخصوص مسألة السودان فما زالت بكرا تتطلب كل مناقشة حول أساس النظام المزمع إدخاله فيه. وأريد أن أوجه النظر في هذا الصدد إلى أن ميزة المحادثات الشبيهة بالرسمية إذا جرت بالقاهرة هي أنها ستدور حول تبادل وجهات النظر على النقط الجديدة التي يمكن إثارتها من الطرفين والتي تحتاج إلى دراسة تفصيلية.

         فرد علي قائلا: أنه يسلم جدلا بالملاحظات التي أبديتها غير أن كل مفاوضة قد تتطلب مزايا في مقابل أخرى بحيث تكون وحدة كاملة يرضاها الطرفان فكل رغبات جديدة تبديها إنجلترا عن بعض المسائل يقابلها مزايا تمنح لمصر عن مسائل أخرى، وأنه فضلا على ذلك يرى في الاقتراح الخاص بإجراء محادثات شبه رسمية في مصر اقتراحا معقولا.

         ثم انتقل إلى مسألة المفاوضات نفسها والوقت الذي تبدأ فيه، فسلم مبدئيا بضرورة إجراء هذه المفاوضات في الوقت المناسب وفي أقرب فرصة ممكنة، وأضاف إلى أنه سيرجع في هذا الأمر إلى الوزارة البريطانية لكي تدور المفاوضات التمهيدية وشبه الرسمية في مصر بين المندوب

<4>