إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (7) محضر محادثة بين وزير خارجية مصر والسفير البريطاني في 8 يوليه

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 606 -611"

        ويشعر الرأى العام المصرى. ولست أعنى رجل الشارع وحده. بل أعنى أيضا العقلاء والمفكرين والقادة. الجميع يشعرون بأن مصر إذا لم تكن اليوم مستطيعة أن تدافع عن نفسها بمفردها فإن الجانب الأكبر من المسئولية عن ذلك إن لم تكن المسئولية كلها تقع على عاتق بريطانيا. ولقد كان إشراف بريطانيا على الأمور مدى خمسين عاما كافيا لإعداد مصر للدفاع عن نفسها ولكنها لم تفعل.

        وكان من الممكن، على الأقل، لو أدركت بريطانيا العظمى المصلحة المشتركة علي حقيقتها، أن تتدارك مع هذا الفراغ فى الفترة الواقعة بين سنة 1919 وبين سنة 1939 أى بين نهاية الحرب العالمية الأولى وقيام الحرب العالمية الثانية. ولكنها بدلا من هذا حرصت على بقاء احتلالها فى مصر وعلى بقاء مصر ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها ليكون هذا الضعف حجتها فى استمرار الاحتلال.

        والحجة التى تستندون إليها الآن لبقاء الاحتلال فى صورة ما. وهى الخوف من العدوان الروسى كانت موجودة دائما. وستظل موجودة دائما فإذا قبلتها مصر فمعنى ذلك أنها تقبل تأييد الاحتلال كانت هذه الحجة موجودة قبل الحرب العالمية الأولى فى صورة الخطر الألمانى، وقبل الحرب العالمية الثانية فى صورة خطر محور ألمانيا إيطاليا - اليابان وبعد الحرب العالمية الثانية فى صورة الخطر الروسى. ولو أننا افترضنا اليوم أن الكتلة الغربية قضت نهائيا على الخطر الروسى فلن يخلو الحال فى المستقبل من خطر جديد فى صورة دولة تطمع فى أن تسود العالم.

        السفير البريطانى - إن قوات الدفاع البريطانية فى أنحاء العالم قد اتسعت الى أبعد مدى وإننا نجد من الصعب الاستمرار فى تحمل العبء وحدنا. وأن هدفنا هو إن نجعل مصر من القوة بحيث تحمل عنا على الأقل جزءا من عبء المحافظة على سلامة الشرق الأوسط. إن غرضنا الآن أن نجعل من مصر دولة قوية تدافع عن نفسها. فلسنا نريد البقاء هنا لا قدر الله.

        دكتور محمد صلاح الدين (بك) - إنى سعيد جدا لسماع هذا.

        السفير البريطانى - هذه هى إحدى الأفكار التى حاول فيلد مارشال سيروليم سليم بناء على تعليمات مباشرة من الحكومة البريطانية أن يؤكدها للحكومة المصرية.

        دكتور محمد صلاح الدين (بك) - إنى سعيد جدا لسماع هذا التعليق الذى يدل على خطة جديدة. بل أسمح لنفسى بأن اقول على عقلية جديدة وأؤكد لك أننى من جهتى أرحب كل الترحيب بأن تتولى مصر اليوم قبل الغد هذه المهمة. وقد سبق لى أن ذكرت لسعادة المستر بيفن فى حديثى معه عندما مر بمصر فى الشتاء الماضى إن تقوية الجيش المصرى هى مفتاح الموقف كله. وكم كنت أود أن يحدث هذا التغيير فى الخطة البريطانية منذ عقدت المعاهدة فى سنة 1936 وفى اعتقادى أن المدة التى مضت منذ عقدها كانت كافية وفوق الكفاية لكى تصبح مصر اليوم قادرة على أن تحمل هذا العبء. ثلاث سنوات مضت منذ عقدت المعاهدة حتى وقعت الحرب

<4>