إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (16) محضر محادثة بين وزيري الخارجية البريطانية والمصرية
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 653 - 659"

       مستر بيفن - قال إن الحل قد يكون بين قرار هيئة الأمم واتفاق ثنائى يعقد بين بريطانيا العظمى ومصر. وربما كان من الممكن إيجاد حل على أساس اتفاق يعقد بين عدد محدد من الدول ولو أنه لا يرمى بذلك إلى تقديم اقتراح رسمى. ومع ذلك فهو يرى من الضرورى أن يؤكد أن إحداث تغيير جوهرى فى أساس نظام الدفاع عن الشرق الأوسط قد يكون شديد الخطر. وحكومة جلالة الملك لا تريد أن ترى فراغا. على أنه يود أن يسأل وزير الخارجية المصرية هل إذا تم الاتفاق على عودة الجنود البريطانية إلى مصر فى وقت الحرب لا توضع قيود على الأراضى التى يمكن أن تستخدمها هذه القوات أو تتحرك فيها.

       دكتور صلاح الدين (بك) - أما فيما يتعلق بالتماس حل بين قرار هيئة الأمم المتحدة وبين الاتفاق الثنائى فذلك ما ينطبق عليه استعدادنا لبحث كل حل من هذا القبيل يمكن أن تقترحوه بشرط واحد وهو أن يحقق جلاء القوات الأجنبية عن مصر، وأن يكون الحلف المعقود على أساس المساواة التامة فى السيادة. وأما ما أشرتم إليه بشأن الحالة الدولية فإن الحكومة المصرية تدرك خطورة هذه الحالة. وهذه الخطورة نفسها هى التى تستدعي منا سرعة الوصول إلى اتفاق حتى لا تفاجئنا الحوادث ونحن مختلفون. والحرب قد تقع وقد لا تقع. ويجدر فى الحالين أن نحل مشاكلنا ونسوى علاقاتنا. أما ما سألتم عنه بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة مقتضيات الدفاع فى وقت الحرب دون تقيد بمنطقة القنال فذلك ما وافقت عليه صراحة فى محادثتى مع سعادة السفير البريطانى وهو ما يجرى عليه العمل بين الحلفاء فى وقت الحرب.

       مستر بيفن - سأل ما هي التدابير التى يمكن اتخاذها للمحافظة على الورش والمخازن والمعدات الموجودة الآن فى قاعدة القنال إذا تم جلاء القوات البريطانية.

       دكتور صلاح الدين (بك) - وجهة نظرنا هى إمكان المحافظة عليها بواسطة الجيش المصرى وأنه إذا كانت هناك بعض الأعمال الفنية الدقيقة التى لا يستطيع المصريون القيام بها فمن الممكن الاحتفاظ بعدد قليل من الفنيين البريطانيين لمدة محدودة يتمرن فيها المصريون على هذه الأعمال وبعد انتهاء هذه المدة تترك فى أيدينا.

       مستر بيفن - أخذ علما بذلك. ثم عاد إلى مسألة الدفاع عن الشرق الأوسط. وهى المسألة الأهم فقال إنه يشعر بأنها تكون مسئولية بالغة الخطر إذا تركت معاهدة سنة 1936 دون إعداد تدبير فعال ليحل محلها. وهو يسأل وزيرا الخارجية المصرية بصفة غير رسمية ما إذا كانت مصر مستعدة أن تنظر فى اتفاق مصرى بريطانى يمكن أن يشمل أيضا بعض دول أخرى من دول الشرق الأوسط كإسرائيل والعراق.

       دكتور صلاح الدين (بك) - أوافقكم على أن نبذل جهدنا لتصل مصر وبريطانيا إلى اتفاق يرضاه الطرفان. وأعتقد أن مثل هذا الاتفاق يسهل توسيع نطاقه في الشرق الأوسط وقد اشتركت

<4>