إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



الجلاء في عهد الثورة
1 - محاضر المفاوضات - تابع (1) محضر الاجتماع الذي عقد في رئاسة مجلس الوزراء يوم 27 أبريل 1953
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 704 - 712"

تؤمن إيمانا صادقا بأن ميثاق الأم المتحدة يصلح أن يكون أساسا متينا للتعاون بين الشعوب الحرة لحفظ حريتهم وصيانة كرامتهم. لقد وقعنا الميثاق ونحن دائما عازمون على احترام توقيعاتنا وتحمل مسئولياتنا. هذا إلى أننا قد قمنا وفق أحكام الميثاق، بعقد ميثاق للأمن بين الدول العربية بهدف إلى دفع العدوان عن أى دولة من الدول الموقعة عليه. وإننى لمؤمن بإمكان، بل وبلزوم تدعيم قوى الدول العربية حتى تصبح قوى فعالة لها أثرها. وإن أقصر طريق لتحقيق هذا الهدف لهو منحها الحرية وإحلال الثقة المتبادلة محل الشقاق والتشكك. وإننا لنتطلع بلهفة إلى ذلك اليوم الذى نصبح فيه فنرى لا مصر فقط بل الدول العربية والدول الإسلامية مناطق قوة وقلاع سلام وأمن.

          يجب ألا نخدع أنفسنا، ونتجاهل الطريق الذى يقود إلى حياة أكثر أمنا، وأكثر حرية وأسعد للإنسانية. إنه ذلك الطريق الذى نعيش فيه جميعا فى ظل الكرامة، والإخاء والزمالة الحقة. فإن شعوب العالم لا تستطيع إذا ما تنازعت أن تبنى وتنشئ. وطالما تحاول جماعة أن تسيطر على الأخرى فسيظل هناك نزاع وهدم. ولكن إذ ما كانت الصداقة هى نبراسهم والحرية قانونهم، فإنهم يتقدمون ويشعرون بالأمن والسلام.

          حضرة السفير، حضرات السادة:

          إننا الآن محط أنظار العالم. فإن أعين شعبينا، وأعين العالم العربى والعالم الإسلامى بل أعين العالم أجمع لترقب تقدم مباحثاتنا ونتائجها، ويتمنون من صميم قلوبهم أن تساهم هذه المباحثات فى تدعيم السلام والأمن والبناء. فيجب إذن أن نكون عند حسن ظنهم بنا، ويجب علينا أن ننجح، وأن نبرهن على أن العزم الذى عالجنا به مشكلة السودان بعد أن بقيت نصف قرن، لقادر على حل مشكلة الجلاء. وقد مضى عليها واحد وسبعون عاما، تلك المشكلة التى تقف اليوم حجر عثرة أمام ما أبديناه من نيات طيبة، بل أمام إمكانياتنا وما يدور بمخيلتنا. إننا فى الحقيقة نواجه مرة أخرى امتحانا وفى نفس الوقت فرصة لإظهار حسن سياستنا فى إدارة دفة أمورنا.

          لنركع لله طالبين عونه فيما نقوم به من محاولات، ولنسجد له شكرا إذ قادنا إلى ما قطعناه من الطريق.

          السفير البريطانى - بالإصالة عن نفسى وبالنيابة عن الوفد والخبراء العسكريين الملحقين لوفدنا. أشكركم شكرا جزيلا لحفاوتكم بنا، لقد خولتنى حكومة جلالة ملكة المملكة المتحدة أن أنهى إليكم أنها تسلم طواعية بالمقترحات التى أبديتموها لى فى اجتماعنا الأخير الخاص بمحادثات السودان، والتى رددها وزير الخارجية منذ ذلك الحين والتى بفضلها يمكننا أن نبدأ بالمسائل الهامة بيننا، ولذلك فقد فوضتنى حكومة جلالة المملكة، كما فوضت جنرال سير بريان روبرتسون كمندوبين خاصين، وقد سررنا لهذه الفرصة التى أتاحت لنا اجتماعنا بكم فى هذا المؤتمر. وإننى أتفق معكم - كما

<3>