إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



الجلاء في عهد الثورة
1 - محاضر المفاوضات - تابع (1) محضر الاجتماع الذي عقد في رئاسة مجلس الوزراء يوم 27 أبريل 1953
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 704 - 712"

السويس يمكننا من الاشتراك فى هذا الدفاع. وتشمل المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية فى الشرق الأوسط حدود تركيا، وإيران، والخليج الفارسى وقنال السويس. وإن أهمية الشرق الأوسط الإستراتيجية ليست بالشئ الجديد ولا بالشئ العارض إذ أن أهميتها دامت على مر العصور، ولذلك كانت رغبتنا اليوم هى تقوية بلاد الشرق الأوسط نفسها مع تنظيمها بشكل يمكنها من صد أى عدوان مستقبلا. وكما سبق أن صرحتم، فنحن نرحب فى أن تصبح مصر والبلاد العربية قلاع أمن وسلام. ولكن هذه البلاد لا تستطيع فى الوقت الحاضر أن تصد أى عدوان سواء اتحدت أو بقيت بمفردها وهذا القول ليس بغريب ولا بمتناقض. وعلى كل حال فهناك موقف مشابه لذلك الموقف فى أوربا. فبلجيكا، وفرنسا، وألمانيا كلها بلاد تعتمد على مساعدة بلاد أجنبية صديقة. بلدنا واحد منها. وإننى أعتقد أن هناك موقفا مشابها لذلك فى الشرق الأوسط.

        ولذلك ترون أننا نشعر شعورا قويا يحفزنا إلى أن نقوم بدورنا فى مساعدة جميع أصدقائنا فى الدفاع عن بلادهم. ولا يمكن الدفاع عن مصر بمعزل عن غيرها. وذلك لأن الحرب لا بد أن تتشعب، وأحب أن أقرر أننى أعجبت أيما إعجاب بالروح المعنوية للقوات المصرية المسلحة وبكفاءتها التى استلهمتها من قيادتكم. ولقد لاحظ ذلك الجميع وسررت أنا بما شاهدت.

        وإذا ما خاضت القوات المصرية المسلحة الحرب فلن تظهر شجاعة فحسب، بل سيكون قتالها ممتازا كذلك. غير أن الدفاع عن مصر لا يمكن القيام به عند حدودها. وإذا لم يدافع عن الشرق الأوسط فإن المعارك ستتقدم شيئا فشيئا إلى أن تدور رحاها فوق أرض مصر، وهذا لا يرضيكم كما أنه لا يرضينا. ومما لا شك فيه أننا لا نحتفظ بقوات كبيرة فى الشرق الأوسط، وأن منطقة القنال لتحوى جزءا كبيرا منها، إذ أن هذه المنطقة هى أصلح مكان لها حيث يمكن أن تنتقل بسرعة إلى أى مكان آخر فى الشرق الأوسط. نحن على استعداد لوضعها فى أى مكان آخر رغبة منا فى الوصول إلى الاتفاق معكم ونحن نعترف برغبتكم فى إنهاء الاحتلال البريطانى، كما نرجو أن نحقق هذه الرغبة.

        وإذا نظرنا إلى مجموع هذه القوات وجدنا أنها ليست بالكبيرة بل هى مجرد قوات "للتغطية"، مهمتها صد الغزو وإيقافه مؤقتا حتى يتسنى إحضار قوات أكبر لصد المعتدى. وعلينا أن نحضر هذه القوات من بريطانيا العظمى ومن الأنحاء الأخرى لأمم الكومنولث. ويوجد أيضا فى بعض أنحاء الشرق الأوسط وحدات صغيرة وبعض هيئات أركان الحرب. وكما نعرف فإن الوقت عامل هام فى الحروب. والكل يعرف ذلك، وعامل الوقت هذا هو الذى يضطرنا إلى الاحتفاظ بقاعدة فى الشرق الأوسط فى وقت السلم، ويجب على كل جيش أن يحتفظ بقاعدة منظمة فى وقت الحرب تكون مزودة بالذخيرة قبل إمكان تشغيلها على الإطلاق. وإذا تأخرنا فى تنظيم هذه القاعدة إلى أن تنشب الحرب لتعطل مجيء الإمدادات ولكان وصولها بعد الميعاد بوقت كبير. وإن تنظيم القاعدة تنظيما حسنا ليتطلب قدرا معينا من النقل البحرى وبعض التسهيلات فى وسائل

<6>