إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



الجلاء في عهد الثورة
1 - محاضر المفاوضات - تابع (4) محضر الاجتماع الرابع الذي عقد في رئاسة مجلس الوزراء يوم 2 مايو 1953

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 735 - 745"

نسمة نتنفسها؟ إنني أفهم أن يقول وزير الخارجية إنه لا يمكن أن يكون الإشراف العام عائقا دون بقاء القاعدة بحالة صالحة وإلا كان هذا عملا من أعمال التخريب. فلا بد أن يكون هناك من يدير أعمال المنشآت ويقوم بالتوجيه في تفاصيل التنفيذ. هذا هو ما نعنيه فعلا بالإدارة الفنية. ولا يمر يوم دون أن تصدر لوائح وتعليمات بشأن الأعمال التفصيلية التي تختص بها الإدارة. وقد أدركتم بأنفسكم أن التوجيهات يجب أن تصدر من بريطانيا لأن المعدات بريطانية. تقولون إن هذه التوجيهات يجب أن تأتي عن الطريق الحكومي أو الدبلوماسي. لقد نما إلى علمي أن هناك ما يقرب من 750.000 صنف لسلاح المهمات. وقد يكون هناك عدد مماثل بالمخازن الأخرى كمخازن سلاح الإشارة، والمخازن الطبية إلخ... وهناك سيل من التعليمات الفنية التي تصدرها وزارة الدفاع ووزارة الطيران. هل تقصدون حقيقة أن ذلك كله يمكن أن تضطلع به المصالح الحكومية؟ إننا بكل صراحة يا سيدي لا نعتقد ذلك. لست أرغب في عمل المقارنات، ولكن أية منشأة اعتيادية تصلها التعليمات من الرياسة، دون أن يفكر أحد في أن في ذلك تعديا على السيادة. إنكم تطلبون اتفاقا نشعر أنه ليس عمليا. إن الثقة التي نحن على استعداد لأن نبذلها لا تساعد وحدها على حل المشكلات العملية، إذا كنتم تطلبون تحمل المسئولية عن ممتلكات شعوب أخرى، فلن ترضوا أنتم بها إذا أمكن الموافقة عليها.

        الصاغ صلاح سالم - هل لسيدي الجنرال أن يعيد الجملة الأخيرة؟ إنني لم أفهمها تماما.

        الجنرال سير بريان روبرتسون - إنكم تطلبون شيئا نرى أنه ليس عمليا للوصول إلى اتفاق لن ترضوا به حقيقة حتى إذا فعلناه.

        وزير الخارجية - لعله يكون من المفيد أن نحاول ونرى إذا كنا على خلاف في الرأي. وإذا كان الأمر كذلك فما هو مقدار هذا الخلاف، حتى نرى كيف يمكن التغلب عليه. يظهر أن الجانب البريطاني يعتقد أن الجانب المصري قد غير رأيه فيما يتعلق بالطريقة. وربما تكونون قد اعتقدتم أننا سنحيل الأمر على اللجنة بعد خمس دقائق من المناقشة. لقد رأينا من الضروري اتباع الطريق العادي بمد كل لجنة بدستور يمكنها من العمل على وجه مفيد.

         لقد كدنا نتفق تماما على اللجنة رقم (1). مع أننا لم نوقع عليها بعد. وبدأت متاعبنا تتبلور عند ما اعترضنا ما يجب أن تقوم به اللجان من عمل.

         ومما تجدر الإشارة إليه هنا قصة مسمار جحا وهو شخصية شهيرة في الأساطير العربية. فقد حكى عنه أنه ترك مسمارا في بيت اضطر إلى إخلائه. فأخذ يتردد على المنزل يوميا ويصقل المسمار الذي خلفه وراءه.

<3>