إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



إنجلترا تفاوض مصر
تابع (1) تقرير اللجنة الخصوصية المنتدبة لمصر (لجنة ملنر)

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة، ص 33 - 92"

بلا محذور على فريق من الفريقين، وكان يحتمل أن زغلول باشا الذى كان حينئذ فى باريس يعود إلى مصر ليقابل لجنتنا لأن المصريين الذين كانوا يحادثوننا حينئذ بذلوا الجهد لإقناعه بذلك، وكان بعضهم من أقوى أنصاره وساعدهم عدلى باشا فى ذلك أيضا بما له من الكلمة النافذة لأنه ولو كان مستقلا عنهم كانت العلاقات ودية بينه وبين زغلول باشا، وكان يروم جدا أن يجتمع به، ولكن زغلول باشا لم يكن يرى إذ ذاك إجابة أصدقائه إلى طلبهم، ومع أن المخاطبات العديدة دارت بينه و بينهم فى أواخر مدة إقامتنا هناك، بقى فى باريس ولم يغادرها فى ذلك الحين.

        ولذلك كانت الحالة لما سافرنا من مصر كما يأتى:

        استقينا معلومات عديدة من مصادر بريطانية ومصرية عن الأحوال إذ ذاك وانتهزنا الفرص الكثيرة لنعرف بأنفسنا حالة شعور الجمهور، وقررنا رأينا فى أحسن سياسة توفق بين المصالح البريطانية والمصالح المصرية، ولكنا لم نكن نستطع حينئذ أن نحكم فى أمر المشروع الذى كنا نفكر فيه، لأننا لو فرضنا أنه وقع موقع القبول عند البريطانيين فلم يكن يمكننا أن نقول إنه يلقى فى مصر التأييد الكافى الذى يسوغ قضاء الوقت فى وضع تسوية على مبادئنا فيه. ولهذا كانت غاية ما نستطيع عمله أن نرفع تقريرا عن الحالة كما وجدناها، ويدل على النتائج التى أوصلنا بحثنا وتحقيقنا إليها ونبسط الرجاء أن ازدياد حسن التفاهم الذى رأينا دلائله بين البريطانيين والمصريين يمكن أخيرا من تعيين حالة مصر فى المستقبل باتفاق الفريقين.

(3) أعمال اللجنة بعد مغادرتها لمصر
ـــــ
( ا ) مناقشات مع رجال من الوفد المصري بلندن

        غادرنا مصر فى الأسبوع الأول من شهر مارس وسافرنا فى طرق مختلفة، والتقينا فى لندن ثانية فى أواسط أبريل لكتابة تقريرنا. وبعد الابتداء به بقليل جدّ أمر لم يكن غير منتظر تماما، فوقفنا عملنا آملين أن نعلم منه أكثر مما كنا نعلم عن النقطة الكبرى التى فارقنا القطر المصرى ونحن مرتابون فيها، وتلك النقطة هى كما أوضحنا قبلا الموقف الذى يمكن أن يقفه أقطاب أهل الرأى الوطنى بإزاء السياسة التى كنا نحن نميل الى نصح الحكومة البريطانية باتباعها فحدث الآن ما يمكن أن يجلو الشك عن هذه النقطة وذلك باتصال اللجنة بزغلول باشا رأسا.

        ففى أواخر، أبريل زار عدلى باشا باريس وهو موضوع التجلة والاحترام من جميع مواطنيه، وكانت نصائحه لنا فى مصر من أعظم النصائح قيمة، فقصد زغلول باشا من فوره وجعل يكلمه لكى يجمع بينه و بين اللجنة. فعلمنا فى أوائل شهر مايو أنه بحسن مساعى عدلى باشا بالأكثر رضى زغلول باشا وأعضاء الوفد أن يعدلوا عن خطتهم الأولى وأن يتصلوا باللجنة مباشرة. واتفق فى الأسبوع
<30>