إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن)- محضر الجلسة الثانية في 13 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 96 - 109"

(3) محضر الجلسة الثانية
بين الوفد الرسمى المصرى وبين اللورد كيرزن ومساعديه
فى يوم الأربعاء 13 يوليه سنة 1921 بوزارة الخارجية
ـــــــ

       افتتحت الجلسة الساعة الثالثة بعد الظهر بوزارة الخارجية بعد أن قدم دولة عدلى باشا أعضاء الوفد الرسمى المصرى.

       اللورد كيرزن- (افتتح الجلسة بتوجيه التحية والترحيب باسم وزارته وباسم الحكومة البريطانية للوفد الرسمى مشيرا لإكباره له وإجلاله لشأنه إذ إن رأسه رئيس الوزارة وأن أعضاءه رئيس وزارة سابق ووزراء حاليون وسابقون) - لست فى حاجة لأن أذكركم بحوادث السنتين الماضيتين، فقد كان ما تعرفونه من الفتن والهياج، وما ترتب عليها من إرسال لجنة لتحقيق أسباب تلك الحوادث والنصح للحكومة الإنجليزية بما ترى اتخاذه من التدابير بشأن نظام مصر المستقبل، وقد اختير لرئاسة اللجنة اللورد ملنر وهو أكثر الرجال العموميين معرفة بالمسألة المصرية، واختيار أعضاؤها من المشتغلين بالمسائل العامة.

       ولم يكن عمل اللجنة هينا، فقد لقيت صعوبات كثيرة، ولكنها جمعت معلومات مفيدة، وكانت لها علاقات مهمة. وبعد عودتها إلى لوندرة جرت لها أحاديث مع زغلول باشا ومعكما (مخاطبا الرئيس ورشدى باشا) وكانت ثمرة هذه المحادثات المشروع الذى نشر فى مصر ولوندرة، ثم أرسل لمصر مندوبون لاستشارة المصريين فى شأن ذلك المشروع، وظهر بعد ذلك تقرير اللورد ملنر وهو موضع نظر الحكومة البريطانية. ولم نرتبط بشئ منه، وكل ما ارتبطنا به هو القرار الذى أعلن على يد المارشال أللنبى وبلغ إلى عظمة السلطان (وقرأ نص ذلك القرار)، وقد عين عظمته هذا الوفد للمفاوضة، فهذا الوفد وفد مصرى مسئول، وهو فوق ذلك يمثل الطبقات المسئولة فى القطر المصرى.

       فترون أنه ليس أحد من الطرفين مقيدا بشئ، وأننا أحرار فى مناقشة المسائل المختلفة واحدة بعد أخرى للوصول إلى الملحوظ فى القرار الذى سبقت الإشارة إليه.

       وإنى هنا بصفتى نائب الحكومة الإنجليزية، مستعد أن أسمع أى شئ تريدون أن تبدوه، ثم أبين لكم بعد ذلك وجهة الحكومة الإنجليزية، وسنرى إلى أى حد يمكننا أن نصل إلى حل مرض. على أن المهمة شاقة، ويجب أن نتذرع فيها بالصبر والأناة، ولا يهولنكم أننا لا نكون متفقين على كل المسائل بادئ الرأى، ونريد أن نرى إذا كان يمكننا أن نتغلب على الصعوبات التى تعرض لنا.

<1>