إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
(تابع) 1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي - كيرزن) - محضر الجلسة الثانية في 13 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 96 - 109"

       اللورد كيرزن - (قرأ تلغرافا ضمن خلاصة تقرير اللجنة عن نتيجة التحقيقات رميت الحكومة فيها بالضعف أما هجمات خصومها السياسيين، ونسبت الحوادث إلى التعصب وكراهة الأجانب، واستشهد على ذلك بحوادث سنة 1882 وحوادث دنشواي وسنة 1919، وقيل فيها إن الغوغاء اعتقدت أن الأمر لها، والحكم في قبضتها لأن الحكومة تراخت في استعمال سلطتها، وأن بعض رجال البوليس والجيش كانوا في صف المعتدين، وأن الحوادث ترجع أيضا إلى أسباب سياسية ، وهي حركة المعارضين للحكومة المنتصرين لزغلول الذين أرادوا بمظاهراتهم إلجاء الحكومة إلى استعمال وسائل الشدة للتذرع بما يقع من الحوادث لاتهامها بالقسوة وتنفير الناس من حولها).

       رشدي باشا- إن الوقائع الثابتة في التحقيق لا تنتج ما تذهب إليه اللجنة من تعصب المصريين وكراهتهم للأجانب، والمسألة كما يتضح من الوقائع مسألة سياسية.

       اللورد كيرزن - لا يعنيني ذلك، وإنما الذي يعنيني هو أن الحوادث حصلت. وأن اعتداء جسيما أصاب الأوربيين وأوجب تداخل الجيش. وقد ذكر رئيس الوزراء فوق ذلك أن اللجنة باشرت عملها بلا تحيز.

       عدلي باشا- ليس معنى القول بأن التحقيق جرى بغير تحيز أننا نرضى بالآراء التي تقول بها اللجنة. والواقع أننا نختلف معها كل الاختلاف، وليست هذه الآراء مستمدة من الوقائع وإنما هي من عند اللجنة.

       أما تداخل الجيش البريطاني ، فإنه حصل لأن ذلك الجيش كان موجودا هناك، ولو لم يدع للتداخل لما سمع لتداخله ذكر. ولو كان غير موجود لكان الجيش المصري قادرا وحده على قمع الفتنة. هذا فضلا عن أن وجود الجيش البريطاني في القطر جعله يعتمد عليه في مثل هذه الحوادث، وحال دون تنظيم الجيش المصري وتوزيعه بصورة كافية مناسبة في الجهات المختلفة.

       اللورد كيرزن- لا أقول إن الجيش المصري عاجز أبدا، ولكني أبحث في الحالة الراهنة لا في المستقبل البعيد.

       عدلي باشا- لا أخفي أن حوادث الإسكندرية أزعجت الأوربيين وأحدثت أثرا سيئا، ولكن لا يصح أن تعتبر هذه الحوادث العرضية أساس في المناقشة أو سببا لتغيير كل الأسس التي يمكن أن يقام عليها اتفاق.

       اللورد كيرزن- إني أرى أن اللورد ملنر ذكر في الفقرة الثانية من المادة الثالثة من مشروعه أن إنجلترا تتعهد بالدفاع عن سلامة أراضى مصر. وهذا عين ما أعنى بكلامي في الدفاع عن الحدود المصرية ووجوب وجود جيش من أجل ذلك.

       رشدي باشا- ما ذكر اللورد ملنر مفروض فيه قيام حالة الحرب.
<10>