إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي- كيرزن) - (22) محضر الجلسة الحادية والعشرين في 4 نوفمبر

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 187 - 189"

(22) محضر الجلسة الحادية والعشرين
بين دولة عدلي باشا وبين المستر لندسي
في يوم 4 نوفمبر سنة 1921 بوزارة الخارجية


          قصد دولة عدلي باشا إلى وزارة الخارجية وكانا على ميعاد اتفق عليه في اليوم السابق.

          عدلي باشا- تعلم أنه كان لي أول أمس حديث مع المستر لويد جورج. وقد تبينت من خلال ذلك الحديث خاطرا يشغل بال المستر لويد جورج وقد يؤثر عليه عند الفصل في المسألة المصرية. أجبت على المستر لويد جورج بما وسعه المقام. وقد أخذ الحديث يتشعب. ولكني من عهد أن فارقته لم يزل ذلك الخاطر يقلقني. وقد خشيت ألا يكون المستر لويد جورج تبين موقفي تماما فأردت أن ألقاك لأجلو كل غموض. وأنفي كل شبهة بصدد ذلك الخاطر. ولأرجوك أن تنقل عني ذلك إلى اللورد كيرزن حتى إذا تداول مع رئيس الوزارة لم يكن محل لأن يقضي في المسألة بالظنون والفروض.

          أما الفكرة التي ألم بها المستر لويد جورج فهي أنه وإن كان يثق بأن الاتفاق ممكن من جانبي وجانبه إلا أنه يظن أن الهياج الذي أحدثه زغلول في مصر بعث الرأي العام هنا على القلق والحذر ومن شأنه أن يجعل البرلمان لا يطمئن إلى بلد يقوده زعماؤه إلى مثل ذلك الشغب والهياج، وأن يحمله على التشدد من الضمانات بحيث يصبح الاتفاق متعذرا. وقد تساءل إذا لم يحسن تأجيل المفاوضات إلى وقت يسود فيه الهدوء وتكون الأحوال أكثر ملاءمة وأدعى للثقة والاطمئنان كما أنه لم يخف دهشته من ترك زغلول حرا في إيقاد الفتن وإحداث الاضطرابات.

          والذي أرجوه هو أن يعرف أني لن أقبل التأجيل ولن أتواضع عليه كحل للمسألة المصرية وأن ليس للوزارة الإنجليزية أن تعتمد علي في تسهيل هذا الحل عليها. فإذا كانت قد عقدت النية عليه وأرادت المضي فيه، فلا يسعني إلا أن أعتبره جوابا غير مرض. وأن أعلن أنه فيما يتعلق بي قد انتهت المفاوضات على غير اتفاق.

          المستر لندسي- حقيقة إن هذه الفكرة تشغل بال رئيس الوزراء منذ أيام وهو لا يفتأ يراها خير طريقة لحل المسألة الآن. ولكننا نعتقد أنها طريقة لا يمكن الأخذ بها.

<1>