إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921- 1922 (عدلي- كيرزن)- (29) تقرير مرفوع إلى سلطان مصر من الوفد المصري
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 205- 212"

(29) تقرير
مرفوع إلى سلطان مصر من الوفد الرسمي المصري
ـــــ

يا صاحب العظمة
          أتشرف بأن أرفع إلى عظمتكم بيان ما جرى في المفاوضات التي دارت بين وزارة الخارجية الإنجليزية وبين الوفد الذي ألف بمقتضى الأمر الكريم الصادر بتاريخ 19 مايو سنة 1921:

          أبحرنا من الإسكندرية أول يوليه فوصلنا إلى لوندره في الحادي عشر من ذلك الشهر. وقد أرسل لي اللورد كيرزن يوم وصولنا يدعوني لمقابلته وعلمت أنه هو الذي سيتفاوض مع الوفد المصري من جانب الحكومة الإنجليزية يعاونه بعض كبار موظفي وزارته، فقصدت إليه في اليوم التالي وكان لي معه حديث تمهيدي لتحديد إجراءات المفاوضة، وقد أفضى لي في ذلك الحديث بأنه يقدر صعوبة المسألة ولكنه شديد الرغبة في الوصول إلى اتفاق يرضي البلدين. ورجا أن يتذرع كلانا بالأناة والصبر على الخلاف وألا تمنعنا شدته في أمر من أن نتركه حينا ونعالج غيره من الأمور. وإذا كنا قد اتفقنا معه على أن تكون المناقشة مطلقة من كل قيد وأن يدلي كل فريق فيها بما يراه، كان لنا أن نتوقع أن تظهر مسافة الخلف بين وجهتي نظرنا ونظر الحكومة الإنجليزية واسعة في أول الأمر على الأقل نعم إن الدعوة التي وجهتها الحكومة الإنكليزية إلى عظمتكم قريبة في صيغتها العامة من أساس برنامجنا الذي تضمن جوابنا على تلك الدعوة. ولكنه قد يسهل الاتفاق على مبدأ ويختلف على تفصيل ذلك المبدأ والتفريع عليه. أما وجهة النظر المصرية فكانت سهلة واضحة إذ هي تنحصر في طلب الاستقلال وإلغاء الحماية. ويترتب على ذلك أن تكون مصر متمتعة بكل الحقوق التي تتمتع بها الدول المستقلة ذات السيادة التامة، غير أنه لما كان الشعور العام في مصر قد درج من أول الحركة المصرية على التسليم بتقديم الضمانات الواجبة لمصالح إنجلترا ومصالح الأجانب على العموم لم يكن لنا بدّ من أن نطلب من اللورد كيرزن بادئ الرأي أن يحدّد تلك الضمانات لنتعرف مبلغ اتفاقها مع معنى الاستقلال، فإن كانت لا تنافيه قبلناها، أو كانت تنافيه وتجعله اسما على غير مسمى لم نتردد في رفضها. أما الاعتراف باستقلال مصر وإلغاء الحماية الإنجليزية فلم يكونا مثار خلاف بيننا وبين الحكومة الإنجليزية إذ أن مفهوم المناقشة أنه إذا وصلنا إلى اتفاق بشأن تلك الضمانات كانت نتيجة ذلك الاتفاق وضع معاهدة تقرر استقلال مصر وإلغاء الحماية دوليا وتثبت تلك الضمانات.

<1>