إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921- 1922 (عدلي- كيرزن)- تابع (29) تقرير مرفوع إلى سلطان مصر من الوفد المصري
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 205- 212"

          لم تكن مسألة الضمانات أمرا جديدا أو موضوعا بكرا. فقد جرت بشأنها أحاديث في العام الماضي ووضعت لجنة اللورد ملنر عنها مشروعا أبدى عليه المصريون بعض التحفظات وأعلنت الحكومة الإنجليزية في دعوتها أنها لم تعلن قرارها بشأنه. وذكر لنا اللورد كيرزن في جلستنا الأولى أنها لم ترتبط بما فيه وأنها لا ترتبط بغير الدعوة التي وجهت إلى عظمتكم بواسطة المارشال أللنبي في 26 فبراير سنة 1921 فهو إذا لم تلتق إرادة الفريقين على أساس الحلول التي عرضت فيه. فلا نزاع في أنه حصر وجوه الاستشكال ومواقع الصعوبة في المسألة المصرية. وقد جرت المناقشة في الجلسات التي حضرها الوفد مجتمعا في 13 و14 و 19 و20 و 29 يوليه في مسائل القوة العسكرية الإنجليزية في مصر وتمثيل مصر السياسي والموظفين الإنجليزيين في وزارتي المالية، والحقانية والامتيازات باعتبار أنها المسائل التي ترتبط بمعنى الضمانة والتأمين.

          أما مسألة القوة العسكرية التي كانت في مشروع اللورد ملنر وسيلة لتحقيق غاية هي حماية المواصلات الإمبراطورية، فقد أصبحت في نظر الحكومة الإنجليزية وسيلة لتحقيق غايات مختلفة:

الأولى- الدفاع عن سلامة المواصلات الإمبراطورية في حالتي السلم والحرب.

الثانية- مساعدة مصر في الدفاع عن سلامة الحدود المصرية من أي اعتداء خارجي إذا دعت إليها الحالة؛

الثالثة- حماية المصالح الأجنبية؛

الرابعة- مساعدة الحكومة المصرية في قمع الفتن الخطيرة وحفظ النظام إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وأصبح لهذه القوة أن ترابط في أي مكان من مصر ولأي زمان.

          ولقد يظهر من تعدد هذه الغايات وامتدادها إلى أهم مظاهر الحياة السياسية. أن القوة العسكرية أصبحت بنفسها غاية لا وسيلة. وقد قيل لنا إن الحكومة الإنجليزية لم تشاطر لجنة اللورد ملنر الرأي في هذه المسألة. وكانت حوادث الإسكندرية حجتها الكبرى في هذا المذهب الذي كان جديدا علينا.

<2>