إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5- مفاوضات سنة 1927- 1928 ( ثروت- تشمبرلن)- تابع (1) بيان عبد الخالق ثروت باشا
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 -1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 229- 244"

( 4 )

          وبمجرد وصولى كتبت بإسهاب إلى المغفور له سعد زغلول باشا. لأوقفه بالتفصيل على سير المحادثات بينى وبين السير أوستن تشمبرلن،والظروف التى تقلبت فيها، والأثر الذى تركته فى نفسى من ناحية احتمال الوصول إلى اتفاق، وتاريخ هذا الكتاب 8 أغسطس، وقد أرسلت إليه طي هذا الكتاب صورة من مشروعى وسألته عما إذا كان يرغب فى أن أبعث إليه بالمشروع الذى وضعته وزارة الخارجية الإنجليزية قبل أن أضع ملاحظاتى عليها وأقدمها للحكومة البريطانية أو أن أضع تلك الملاحظات وأبعث بها إليه مع هذا المشروع أو لا، وأخبرته فى الوقت نفسه بما اعتزمته من العودة إلى القاهرة فى أوائل سبتمبر بعد أن أكون قد تناقشت مع السير جون برسفال فى تعديلات القانون المختلط. فأرسل لى تلغرافا يخبرنى فيه بمرضه، وبأنه وإن كانت صحته قد تحسنت تحسنا محسوسا لا يستطيع أن يدلى لى برأى فى موضوع الخطاب إذ كان قد قرأه قراءة سريعة، خصوصا وأنه لا يعلم ما فى المشروع البريطانى. وكنت أرجو أن تأتينى بشرى إبلاله من المرض تماما، ولاسيما بعد تلغرافه الذى ورد لى بعد ذلك يبشرنى فيه بأن خطر المرض قد زال والحمد لله، وأنه دخل فى دور النقاهة. ولكن أراد القضاء أن أتلقى من مصر بدلا من خبر شفائه نبأ وفاته. وكنت يومئذ فى سان موريتز. فكان لهذه الفاجعة فى نفسى أشدّ أثر إذ كنت أرى فى وفاته خسارة كبرى للبلاد. ولاسيما فى الوقت الذى كان يستطيع فيه أن يقوم لها بأجل الخدم فى حل مشاكلها الكثيرة الداخلية منها والخارجية. بما عرف فيه من علو الكلمة والنفوذ العظيم والذكاء النادر. وكنت أسائل نفسى طبعا إزاء تلك الكارثة ماذا يكون منذ الآن حظ تلك المحادثات التى أعالجها مع السير أوستن تشمبرلن بقصد الوصول إلى اتفاق مع بريطانيا العظمى. وهل سألقى عند من يخلفونه ما لقيته منه من التشجيع والتأييد .

          ولقد سافرت إلى باريس، وأنا فى هذه الحالة النفسية،فالتقيت فيها بالمستر سلبي فى دار سفارة بريطانيا العظمى.فسلمت إليه مذكرة شاملة لملاحظاتى العامة على الرد البريطانى ، فوجه نظري إلى أننى أثرت فيها من المسائل ما يخشى أن يحول دون الوصول بمحادثاتنا إلى نتيجة مرضية فكان جوابى له . أنه إذا أمعن النظر فى مذكرتى فسيتبين أننى لم أغفل الضمانات التى لا غنى عنها لبريطانيا العظمى .

          وبعد ذلك بأيام فرغت فيها من المسائل التى التقيت من أجلها مع السير جون برسفال ،عدت إلى القطر المصرى. ثم علمت أن السير أوستن تشمبرلن كان ينتظر رجوعى إلى لوندرة. وفى منتصف أكتوبر عدت إلى باريس ورافقت جلالة الملك فى زياراته الرسمية فى باريس وبروكسل. وينبغى لى فى هذا المقام أن أشير إلى أنى اغتنمت فرصة مقامى بروما وباريس وبروكسل لاستطلاع   

<10>