إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5- مفاوضات سنة 1927- 1928 ( ثروت- تشمبرلن)- تابع (1) بيان عبد الخالق ثروت باشا

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 -1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 229- 244"

المسألة أمامها إذا لم تجب إلى مطالبها وقد حصلت أيضا على أن يتضمن المشروع نصا خاصا يشير إلى إمكان وضع حد لبقاء الجيوش البريطانية فى معسكرها بمنطقة القنال. نعم إن مشروع سنة 1920 تضمن أيضا الإشارة إلى مثل ذلك الإمكان. ولكن ذلك المشروع لم يرتب حكما للحالة التى تقضى فيها عصبة الأمم لغير مصلحة مصر. مما قد يترتب عليه بقاء القوات البريطانية بمنطقة القنال إلى غير أجل معين .

          كذلك أمكن الحصول، فيما يتعلق بإصلاح نظام الامتيازات على مزايا محسوسة بالنسبة لمشروع سنة 1920، فقد حدّدت القواعد الأساسية لامتيازات الأجانب فى القضاء والتشريع وقد كان هذا التحديد متروكا لبريطانيا، وكانت هى التى ستتولى المفاوضة فى هذا الشأن مع الدول الأجنبية الأخرى على أساس المبادئ والنزعات التى تجلت فى مشروعات السير سسل هرست (1)

          أما السودان. فقد نلت فى أمره أن المسألة المهمة المستعجلة، مسألة مياه النيل تحل مع المعاهدة على وجه يكفل مصالح مصر الحيوية فى هذا السبيل.

          وأودّ أن أشير آخر الأمر إلى المزايا التى حصلت عليها بالنسبة لمشروع سنة 1920 فى أمر التمثيل السياسى لمصر فى الخارج، وفي أمر عقد المعاهدات مما يتبين جليا من مقارنة النصوص.

          ويتبين من هذا البيان الموجز أنه بالرغم مما بذل من الجانبين من صادق الجهد فى التوفيق كان يبدو فى بعض الأحيان أن المحادثات سوف لا تسفر عن نتيجة. كذلك كان الأمر فى اليوم الأخير من زيارتى الثانية للوندرة فقد تعارضت وجهتا النظر بحيث لم نستطع التوفيق بينهما، فانقطعت المحادثات على غير نتيجة. غير أنى لم أشأ أن أغادر لوندرة دون أن أناشد السير أوستن تشمبرلن وأستنهض رغبته الصادقة فى تمكين حسن العلاقات، لاستئناف المحادثات، وذلك بخطاب (2) كنت أعددته ليسلم إليه بواسطة سكرتيره. فلما تفضل فشرفنى بحضوره شخصيا إلى المحطة مودعا ناولته إياه، ولقد كان من أثر ذلك أن كلف المستر سلبى باللحاق بى فى باريس لاستئناف المحادثات فى المسائل التى لم نكن قد وصلنا بشأنها إلى اتفاق.

( 6 )

          ولم يقرر بعض نصوص المشروع النهائى إلا بعد عودتى إلى القاهرة. وقد أرسل إلي السير أوستن تشمبرلن بواسطة فخامة المندوب السامى المشروع النهائى بعد أن وافقت عليه الحكومة البريطانية وحكومات المستعمرات والهند. وطلب إلي بعد ذلك بقليل أن أعرض المشروع على زملائى .


(1) راجع فى شأن التعديلات التى أدخلت على تلك المشروعات على أثر محادثاتى مع السير سسل هرست، مذكرتى فى وزارة الخارجية ( الوثيقتان رقما 5 و 6 من مجموعة الوثائق ) .

(2) الوثيقة رقم 4  

<13>