إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
5 - مفاوضات سنة 1927 - 1928 (ثروت - تشمبرلن) - (7) رسالة سير أوستن تشمبرلن بالمشروع النهائي

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 268 - 275"

(7) رسالة سير أوستن تشمبرلن
بإبلاغ المشروع النهائى بتاريخ 24 نوفمبر سنة 1927
ــــ

حضرة صاحب الفخامة
         1 - إن المناقشات التى دارت بينى وبين ثروت باشا. كانت فى الواقع انتهت عندما تركتما لندن عائدين إلى مصر. ولكن الوقت لم يمكنى من الحصول على قرار نهائى من حكومة حضرة صاحب الجلالة فى بريطانيا العظمى بشأن الصيغة التى وضع بها مشروع المعاهدة على أثر ما جرى طويلا بيننا من تبادل الآراء الودى.

         2 - على أنى قد استطعت أن أخبركم قبل مبارحتكم مارسيليا على نفس الباخرة التى أبحر عليها دولته. بأنه فيما عدا وضع نص مرض يثبت ما اتفق عليه فى أمر نقطة ذات أهمية ثانية انتهيت فيها مع ثروت باشا إلى رأى من حيث المبدأ. وفيما عدا موافقة حكومة حضرة صاحب الجلالة فى المستعمرات الحرة وفى الهند (وهذا ما نعده ضروريا كما سبق أن بينت ذلك لدولته). فإن حكومة حضرة صاحب الجلالة فى بريطانيا العظمى مستعدة لقبول المعاهدة بالصيغة التى قر الرأى عليها؛ كما أنه كان من المفهوم بيننا أن يعلق اعتمادها على مصادقة برلمان كل من البلدين عليها.

         3 - وإننى لفى غنى عن الإشارة إلى أن المعاهدة بالصيغة التى قر الرأى عليها نهائيا تختلف فى عدة مواضع مهمة عن المشروع الذى قدمته فى بادئ الأمر إلى ثروت باشا من قبل حكومة صاحب الجلالة فإنها تتضمن تساهلات عظيمة سلمت بها حكومة جلالته نزولا على رأى ثروت باشا ومراعاة للشعور المصرى. بغية الوصول إلى اتفاق وذلك بعد أن سمعت ما أبداه دولته من البيانات وقد قرر ثروت باشا أكثر من مرة أن حكومة حضرة صاحب الجلالة كانت تقابل وتبحث اعتراضاته واقتراحاته بروح الصداقة والعطف، كما أننى أذكر بارتياح ما كان دولته يبديه من نفس الروح ومن بعد النظر وصادق الرغبة للوصول إلى اتفاق.

         4 - ويجب أن يعد مشروع المعاهدة فى صيغته الحالية كأنه معبر من الجانبين عن الحد الأقصى الذى يستطيع كل من الطرفين أن يتقدم إليه رغبة فى ملاقاة الآخر. ذلك ما كان مفهوما بيننا وعلى هذا الشرط فقط أمكنا أنا وثروت باشا أن نبلغ هذا المدى البعيد فكان من نتيجة ذلك أن لا سبيل إلى إجراء تعديلات أخرى. وأن المعاهدة يجب أن تقبل كما هى أو ترفض كما هى.

         5 - ويذكر دولته ما عانيته من الصعوبة فى سبيل الموافقة. ولو بصفة شخصية ومؤقتة على العبارة الواردة فى أوائل المادة السابعة، أشير بذلك إلى الجملة الآتية: "ريثما يحين الوقت لعقد اتفاق يعهد بموجبه حضرة صاحب الجلالة البريطانية إلى حضرة صاحب الجلالة ملك مصر ... ... "

<1>