إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) خطاب الرئيس الحبيب بورقيبة، حول معركة فلسطين
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 295 - 299 "

الشعب اجتاز هذه المرحلة خاصة وقد كان الفرنسيون في مأمن عندما كنا نتصدى لرصاص جيوشهم، وقد تعلمنا، انذاك انه لا يجب خلط الأمور وان الواجهة الحربية شيء وما عداها شيء غيره.

          ... واني أهيب بجميع التونسيين ان يكونوا بالمرصاد لكل من يحاول الاعتداء على أي كان يهوديا أو غيره وان يلقوا عليه القبض ويسلموه للشرطة أو الجنود ليحال على المحاكم العسكرية حالا.

          ... هذا ما رغبت في احاطتكم علما به: فبشأن قضية اخواننا العرب قمنا بالواجب، والجيش كله على أهبة الاستعداد في انتظار ما يؤمر به. وكل ما ارجوه هو الهدوء والرصانة، ولعلكم ترون في السينما والتلفزة كيف تنظم الشعوب الراقية مظاهرات يسودها النظام لتعبر عن احساساتها بلافتات مكتوبة، وإني اود ان تكون تونس في مستوى السمعة الطيبة التي احرزت عليها بعد تربية وتثقيف وجهاد وتجارب وامتحانات خلقت في نفس التونسيين رجالا ونساء اثرا واضحا. واتمنى أن تكونوا جميعا شاعرين معي بالمسؤولية حيال الوطن فلا أخشى عليه التفرق بعدي، فأنا لم يبق لى في هذه الحياة مطلب سوى الاطمئنان على تونس. وقد كافحت وجاهدت حتي اصبحت دولة قائمة الذات. وان الكرامة والعزة والاستقلال تتطلب مسؤوليات وواجبات، فاذا لم تضطلعوا بها وظهرتم بمظهر الهمج ضاع عليكم كل شيء كما ضاعت على اسلافكم الكرامة والعزة والاستقلال فتسلط عليهم الأجنبي وقهرهم. انكم تعرفون انني لا اقول لكم الا الصدق والحق وإني لا اخفي عليكم امرا فأرجوكم ان توفروا لي في هذه السنوات التي بقيت لي معكم الشعور بالاطمئنان على الأمة التي ضحيت من اجلها بكل شيء.


<5>